أعلن الناطق باسم الخارجية الروسية أمس ان «من غير المقبول» السعي لإلقاء مسؤولية الوضع في سورية على روسيا بسبب استخدامها حق النقض (الفيتو) لاعتراض قرار غربي امام مجلس الامن الدولي. وقال الكسندر لوكاشيفيتش في مؤتمر صحافي إن «من غير المقبول اطلاقاً محاولات بعض الدول الغربية تحميل روسيا مسؤولية تصعيد العنف في سورية بسبب رفضها دعم قرار يهدد بفرض عقوبات على النظام السوري». وأضاف لوكاشيفيتش انه وبدلاً من «تلميحات فظة حول السياسة الروسية»، كان من الافضل لو «قام شركاؤنا الغربيون بشيء على الاقل لحض المعارضة المسلحة على الموافقة على حل سياسي». واتهم لوكاشيفيتش دولاً من دون تسميتها ب «تشجيع» المعارضة السورية على تنفيذ «اعمال ارهابية». كما اعتبر ان اي رغبة من الولاياتالمتحدة للعمل خارج اطار مجلس الامن الدولي يمكن ان تشكل «اشارة مثيرة للقلق فعلاً». وأعلنت روسيا انها ستؤيد مشروع قرار في مجلس الامن يمدد بدون شرط مهمة مراقبي الاممالمتحدة في سورية 45 يوماً، فيما يقدم الغربيون مشروع قرار منافسا. وقال نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف «سندعم (مسودة القرار) حيث اننا شاركنا في صياغتها مع الباكستانيين»، كما نقلت عنه وكالة انترفاكس. وكان غاتيلوف يشير بذلك الى مشروع القرار الذي طرحته باكستان غداة استخدام موسكو وبكين حق الفيتو ضد مشروع قرار غربي يهدد النظام السوري بعقوبات. اما المشروع لمنافس الذي قدمته بريطانيا فيمدد مهلة المراقبين 30 يوماً، لكنه يشير الى انه لن يعتمد التمديد مجدداً الا في حال التزمت دمشق بتعهدها سحب اسلحتها الثقيلة. والمشروعان مطروحان امام مجلس الامن الدولي ويمكن ان يعرضا على التصويت تباعاً مما يمكن ان يؤدي الى مأزق جديد. إلى ذلك يواصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اول جولة يقوم بها الى الخارج منذ انتخابه، إذ بدأ أمس زيارة إلى برلين وباريس وذلك بعد انتهاء زيارته بيلاروسيا. وفي برلين سيبحث بوتين الازمة السورية وقضايا اخرى مع المستشارة الالمانية انغيلا مركل، على ان يتوجه بعدها الى باريس لعقد لقاء اول مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند حول مادبة عشاء في قصر الاليزيه. وكان من المقرر ان يلتقي الرئيسان اساساً خلال قمة مجموعة الثماني قبل عشرة ايام لكن بوتين قاطع هذا اللقاء الذي استضافه الرئيس الاميركي باراك اوباما. وكانت انغيلا مركل التي تستبعد اي خيار عسكري لوقف اعمال العنف في هذا البلد، شددت على ان موسكو تعاونت «بشكل بناء» في شأن سورية في مجلس الامن الدولي لدى ادانة مجزرة الحولة التي اوقعت 108 قتلى. وقال مستشار بوتين للمسائل الديبلوماسية يوري اوشاكوف «سيجري تبادل اراء بحرية» مع المستشارة. وأعرب فرنسوا هولاند الثلثاء عن امله في اقناع بوتين بتغيير موقفه ولم يستبعد امكانية تدخل عسكري في سورية بشرط ان يتم بتفويض من الاممالمتحدة. غير ان الكرملين حذر الخميس من انه لن يبدل موقفه تحت اي ضغوط. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ان «موقف روسيا معروف، وهو متوازن وثابت ومنطقي تماماً». إلى ذلك، ذكرت وكالة انترفاكس نقلاً عن مصدر عسكري وديبلوماسي ان روسيا قررت «ارجاء» تسليم شحنة المروحيات القتالية الى سورية حتى «عودة الوضع الطبيعي» في البلاد. وتابع المصدر ان «قرار ارجاء تسليم المروحيات الى سورية مرتبط بتدهور الوضع العسكري والسياسي في البلاد»، موضحاً ان «المروحيات وانظمة الدفاعات الجوية ستسلم الى سورية بعد عودة الوضع الى طبيعته هناك».