توفي مسؤول كبير رابع من الدائرة المقربة من الرئيس السوري بشار الأسد امس متأثرا بجروح اصيب بها في هجوم بقنبلة وقع قبل يومين وخاضت القوات الحكومية معارك لاستعادة مواقع حدودية ومناطق في دمشق من المعارضين المسلحين. وستكون الأيام القادمة حاسمة في تحديد ما إذا كانت حكومة الأسد قادرة على التعافي من الضربة المدمرة التي استهدفت دائرة المقربين من الأسد والتي قوضت الشعور بأنهم محصنون. واقامت السلطات السورية الجمعة تشييعا رسميا للمسؤولين الكبار الثلاثة الذين قضوا في الانفجار في غياب الرئيس بشار الاسد وبحضور نائبه فاروق الشرع، كما افادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا). وذكرت الوكالة ان دمشق شيعت "في موكب رسمي مهيب صباح اليوم (الجمعة) من صرح الشهيد في جبل قاسيون (المطل على دمشق) الشهداء الابطال" معاون نائب رئيس الجمهورية العماد حسن توركماني ووزير الدفاع العماد داود عبد الله راجحة ونائبه العماد آصف محمود شوكت، صهر الرئيس الاسد. وحضر مراسم التشييع بحسب الوكالة فاروق الشرع ووزير الدفاع الجديد العماد فهد جاسم الفريج اللذان القيا نظرة الوداع على الجثامين الثلاثة قبل نقل جثمان كل من المسؤولين الى مدينته لدفنه فيها. كما شارك في التشييع الامين القطري المساعد لحزب البعث محمد سعيد بخيتان ورئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام ورئيس الوزراء رياض حجاب وعدد من الوزراء وكبار الضباط. وغاب الرئيس الاسد عن التشييع في حين سرت شائعات بشأنه غذاها صمته في اعقاب الانفجار الذي اودى بحياة المسؤولين الكبار الثلاثة وهم من دائرته الضيقة. ولقطع الطريق على التكهنات، اكد مستشار للرئيس الخميس لوكالة فرانس برس ان الاسد موجود في القصر الرئاسي في دمشق حيث يدير شؤون البلاد. وبث التلفزيون الرسمي السوري من جهة اخرى في اليوم نفسه مشاهد لرئيس الدولة برفقة وزير الدفاع الجديد. وقال التلفزيون الرسمي أيضا إن رئيس المخابرات هشام بختيار توفي متأثرا بجروح أصيب بها في الهجوم . وفي أحدث مواجهات في دمشق قال شاهد عيان إن معارضين مسلحين أضرموا النار في ثكنات عسكرية قالت مصادر بالمعارضة إنها كانت تستخدم ساحة تدريب لميليشيا الشبيحة الموالية للأسد بعد حصار استمر يومين. وقال ابو العز المقيم في منطقة قريبة من مبنى مجلس الوزراء بالهاتف "النيران مشتعلة الآن في ثكنة الصاعقة. انسحب نحو 80 من الشبيحة وأفراد الجيش الذين كانوا يدافعون عنها." عائلات سورية تغادر أحد الأحياء التي استهدفها النظام بقصف متواصل لطرد المسلحين. «أ.ف.ب» واندلعت الاشتباكات في دمشق لليوم السادس بالمدينة القديمة وقال نشطاء معارضون إن ثلاثة اشخاص على الأقل قتلوا عندما أطلقت طائرات هليكوبتر عسكرية صواريخ على حي السيدة زينب في جنوب شرق العاصمة. وتدفق معارضون مسلحون من مناطق أخرى في سوريا على العاصمة من أجل المعركة التي أطلقوا عليها "بركاندمشق وزلزال سوريا" قائلين إنها ستكون المعركة الأخيرة للسيطرة على المدينة. وقالت الحكومة السورية أيضا إنها ستكون المعركة الأخيرة. وقال عبدالباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض في روما "النظام في آخر أيامه" متوقعا تصاعدا كبيرا في العنف. وقال سكان إن الاشتباكات كانت على اشدها في حي المزة الواسع حيث يبدو أن المعارضين المسلحين يواصلون الهجمات على كثير من المجمعات الأمنية هناك. وطردت القوات السورية المعارضين المسلحين من حي الميدان في وسط العاصمة إلى ضواح جنوبية قال سكان إنها شهدت قصفا عنيفا واشتباكات. وقال ابو عمر وهو أحد قادة مقاتلي المعارضة بالهاتف "إنه انسحاب تكتيكي. مازلنا في دمشق." وانقطعت الكهرباء عن كثير من المناطق في المدينة في حين تجاوزت درجات الحرارة 40 درجة مئوية امس . وقال سكان في وسط دمشق إن المتاجر كانت مغلقة والطرق خالية ولم يخرج إلى الشوارع سوى القليل من الناس. وقالت ميليسيا فليمنج المتحدثة باسم مفوضية الأممالمتحدة العليا لشؤون اللاجئين في بيان صحفي في جنيف "سمعنا تقارير عن أن الأموال السائلة نفدت من الكثير من البنوك." وذكر سكان أن نقاط التفتيش الحكومية لم تكن موجودة في قلب المدينة في حين انخفض عدد الحراس أمام مبنى وزارة الداخلية بعد يوم من احراق مقر الشرطة. وقال مسؤول تركي امس إن ضابطا سوريا برتبة عميد و21 ضابطا بينهم اربعة برتبة عقيد فروا إلى تركيا خلال الليل. وقال المسؤول إن الانشقاقات الاخيرة رفعت عدد العمداء الذين فروا إلى تركيا إلى 22 . وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن القوات الحكومية هاجمت معبر باب الهوى الحدودي الذي تسيطر عليه المعارضة على الحدود مع تركيا الليلة الماضية وقصفت مدينة البوكمال قرب نقطة التفتيش الرئيسية على الحدود مع العراق التي استولى عليها المعارضون أمس. وقال مصور من رويترز امس إن الجيش العراقي أغلق بكتل خرسانية مضادة للانفجارات معبر البوكمال-القائم الحدودي على طريق نهر الفرات السريع وهو من طرق التجارة الرئيسية في الشرق الأوسط. وقال معارضون مسلحون إنهم لا يزالون يسيطرون على معبر باب الهوى وقال المسؤول التركي إن المعارضين يسيطرون على جرابلس. وقال إنه لم يتم إغلاق المعبرين لكن حرس الحدود الأتراك يحذرون الناس من أنهم ليسوا في أمان. وقالت مفوضية اللاجئين ان ما يصل الى 30 الف لاجئ سوري ربما عبروا الى لبنان خلال الثماني والاربعين ساعة الماضية هربا من القتال. وأضافت أن هناك أيضا اعدادا متزايدة تفر إلى العراق كما يتدفق اللاجئون على الأردن وتركيا.