صدور أمر خادم الحرمين الشريفين -أيده الله بنصره- بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز -وفقه الله وأعانه- وزيراً للداخلية كان بمثابة بشرى خير لكل مواطن ومقيم على هذه الأرض المباركة؛ فقد عرف الجميع عن سموه الكريم الحزم والعزم، وقوة الشخصية التي لا تتوانى في الحفاظ على الأمن، واستشعار الأمانة في تحمل المسؤولية. تميّز سموه الكريم في أداء أعمال متعددة في مسيرته الحافلة، ومن أبرزها كونه العضد الأيمن لسمو الأمير الراحل نايف بن عبدالعزيز في وزارة الداخلية لما يزيد عن خمسة وثلاثين عاماً؛ حيث تعاضدا بفضل الله تعالى ثم بحرصهما الكريم وأمانتهما الكبيرة في حماية البلد من الشرور والجرائم، وتولي سمو الأمير أحمد - حفظه الله - لوزارة الداخلية يؤكد ثبات الاستراتيجية الأمنية التي ترتكز عليها دولتنا المباركة في بذل الغالي والنفيس لتنفيذ الأحكام الشرعية والحفاظ على مكتسبات الوطن ضد كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات هذا الوطن وأمن المواطنين والمقيمين فيه. وقد عُرف عن سموه الكريم التدين والأمانة والحكمة والقوة والصرامة والدقة في العمل، وسموه رجل عملي يبتعد عن الإعلام، ولكنه إذا تكلم أو أجاب في حفل أو لقاء إعلامي وضع الكلمة في موضعها بإجابات قصيرة ومتزنة وبليغة، مما يؤكد أن سموه يحمل شخصية "كاريزما" القائد المُنظم المتميز في عمله ومهامه؛ وفي الجانب الآخر فإن هذه الشخصية الصارمة والقوية تجدها سمحة ومتبسطة وقريبة من المواطنين؛ حيث نجد سموه الكريم -رعاه الله- يشاركهم أفراحهم وأحزانهم ومناسباتهم الاجتماعية بكل تواضع وتلقائية، وأذكر أن سموه كان في مقدمة المعزين بعد وفاة الوالد الشيخ صالح بن عبدالعزيز الراجحي رحمه الله، بل إنه قال في العزاء: إننا نتقبل العزاء في الشيخ صالح الراجحي كما تتقبلون أنتم العزاء؛ وهذا كله من وفائه وفضله وإحسانه، مما يؤكد أننا نغبط على هذه الأسرة الحاكمة التي تجسد بذلك التلاحم أزهى صور التواصل بين الحاكم والمحكوم، وتقدم الشعب والدولة بصورة الأسرة الواحدة؛ فالحمد لله على ذلك كله. وفي الجانب الخيري لسموه الكريم -رعاه الله- نجده سباقا لكل عمل نوعي مميز؛ ومن ذلك ترؤسه وتبنيه للجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر؛ فهو الرئيس الفخري لها ويقدم لها دعما معنوياً ومادياً بصفة مستمرة، كتب الله ذلك في ميزان حسناته. فهذا التعيين لسمو الأمير أحمد -وفقه الله- في وزارة الداخلية يؤكد أن هذا البلد بفضل الله أولاً ثم بقيادته الحكيمة يسير وفق عمل مؤسسي منظم، وإن غاب سيد خلفه سيد آخر؛ فرحم الله الأمير نايف، وأعان الله الأمير أحمد وسدده على طريق الخير والتوفيق والرشاد. * الأمين العام- أوقاف صالح عبدالعزيز الراجحي