استفاد 400 مسن في مركز حلي بمحافظة القنفذة في ساحل حلي،السبطة، مخشوش، قرن الفطيح، العيينة، شيع القديم وشيع الجديد من حملة محو الأمية الصيفية التي قضت على أميتهم في القراءة والكتابة في آخر عمرهم، في حين وفرت لهم الوزارة الرعاية الصحية الفائقة بتواجد فريق طبي ميداني في مواقع هذه الحملات قدمت للمسنين كافة الخدمات الطبية. وأوضح مدير التربية والتعليم في محافظة القنفذة الدكتور محمد الزاحمي أن الحملة تهدف شريحة من المجتمع تعيش في البادية وليس لها مكان استقرار إنما تتبع المطر والمراعي طوال العام تتجمع حول موارد المياه وشريحة أخرى تعيش في كهوف الجبال وأواسط الصحراء ولا يمكن فتح فصول ثابتة لهم، وتنتهز الوزارة هذه الفترة لتقدم لهؤلاء ما يحتاجونه في أمور حياتهم، وعادة ما تنتشر بين هذه الفئة أمور كثيرة غير مناسبة نتيجة بعدهم عن الحياة المدنية واحتكاكهم بالمجتمع، ومنها الأمية، والجهل بكثير من أمورهم الحياتية، والدينية، والاجتماعية، والثقافية، والصحية مما سبب لهم مشكلات متعددة وتسعى هذه الحملات إلى تلافي تلك المشكلات. وأوضح رئيس قسم تعليم الكبار بمحافظة القنفذة الأستاذ أحمد العبدلي أنه تسعى وزارة التربية والتعليم ممثلة في الإدارة العامة لتعليم الكبار جاهدة للوصول إلى الأميين في أي موقع مهما كان داخل مملكتنا الغالية، وحملات محو الأمية وسيلة من وسائل الإدارة في الرفع من كفاءة المجتمع من نواحٍ متعددة، وما يقدم في هذه الحملات من برامج ونشاطات ترمي إلى أهداف كثيرة. في حين أوضح العبدلي أنه تم تدشين الحملة بتاريخ 28/6/1433ه بحضور محافظ القنفذة فضاء بن بين البقمي ومشرف عام الوزارة علي بن صالح القاضي ومدير ومساعد التربية والتعليم، مستهدفة مركز حلي واشتمل على عرض لأهداف الحملة ومراكزها، وكذلك تدشين صفحة الحملة على الإنترنت والتي اشتملت على معلومات كاملة عن الحملة. وأكد مشرف تعليم الكبار الأستاذ إبراهيم هادي الخالدي أنه كان الإقبال كثيفاً على الحملة ومراكزها وكانت الإحصائية مشجعة حيث وصل الدارسون في مركز ساحل حلي 97 دارساً، ومخشوش 95 دارساً، والعيينة 45 دارساً، والسبطة 40 دارساً، وقرن الفطيح 15 دارساً وشيع الجديد15 دارساً، وشيع القديم 37 دارساً. كما قدم الفريق الطبي الخدمات العلاجية حيث كان عدد المراجعين 600 مراجع، كما نفذ الفريق زيارات لأسر الدارسين في منازلهم وقدم لهم العلاج اللازم والتوعية بكيفية تناول الدواء، ومتابعة تناول العلاج لديهم. وأوضح رئيس الفريق الطبي الدكتور فراج جابر حسين أنه من خلال الزيارات تم حصر أهم الأمراض التي يعاني منها كبار السن في مراكز حلي وهي أمراض العظام والتهاب المفاصل، وضغط الدم، والسكر والربو الشعبي ، وبعض أمراض الجهاز الهضمي. وقد طالب الدارسون في ختام الحملة باستمرار الحملة التي استفادوا منها في أمور دينهم ودنياهم، ووعدهم نائب مديرالإدارة العامة لتعليم الكبار بوزارة التربية والتعليم الأستاذ عجلان الصايغ أن تستمر الحملة لما شاهده من تفاعل وحضور كبير. وقال المعلم ماجد عثمان الزهراني مدرس في مركز قرن الفطيح أن ضيق وقت الحملة يعتبر سلبياً فيحتاج الدارسون لوقت أطول، وأن انتهاء الحملة سيرجعون لحياتهم الطبيعية السابقة وانقطاع عن التعليم، ويحتاج الدارسون إلى مواصلات تنقلهم فأغلبهم لا يستطيع قيادة السيارة. كما اعتبر المعلمون الاحترام الذي يحظون به من قبل كبار السن حافزاً لهم لنجاح الحملة وبذل كل ما في جهدهم للعمل المخلص. كما كانت أهم توصيات المعلمين زيادة المكافأة التشجيعية للدارسين فمبلغ 1000 ريال يعتبر زهيداً جداً. وتجسدت طاقات المسنين في المعرض الختامي الذي أقيم في نهاية الحملة وبحضور محافظ القنفذة المكلف الأستاذ عمران الزهراني ومساعد مدير الإدارة العامة لتعليم الكبار الأستاذ عجلان الصايغ، ومساعد التربية والتعليم بالقنفذة الأستاذ احمد الهيثمي وعدد من المسؤولين والمشرفين، حيث تضمن المعرض على أدوات تراثية قديمة وملبوسات العريس قديما، وبعض الحلي، ومبنى قديم لمنزل شيد بأيدي الدارسين، وكذلك شكلاً لبئر قديمة وكيفية استخراج الماء قديماً، وكان ذلك المعرض يجسد حقيقة النشاط الملموس والنجاح الباهر الذي حققته حملة القنفذة الصيفية. مسؤول الوزارة يستمع لمطالب أحد المسنين في حجرة الفحص الطبي معرض تراثي أقامه المسنون جسد بدايات حياتهم