تطرقت بعض المحاضرات خلال المؤتمر إلى التهاب البربخ المزمن مع حدوث القلق والقنوط والانزعاج والذي يشكل أيضاً تحدياً بالنسبة إلى تشخيصه ومعالجته خصوصاً عندما يصبح مزمناً ولا يتجاوب مع العلاجات التقليدية. ففي دراسة سويسرية قام بها الدكتور «ستريبيل» وزملاؤه وتركزت على الأساليب المتبعة في العديد من المراكز الطبية السويسرية في تشخيص وعلاج حالات آلام الخصية أو البربخ المزمنة تلقوا العديد من الأجوبة من حوالي 65٪ من الاخصائيين على استفتائهم تلخصت بالآتي: حوالي 79٪ منهم يعتقدون أن تلك الأعراض تعود إلى التهاب جرثومي و52٪ يعزون حدوثها إلى استئصال الأبهر و28٪ يربطونها بعوامل نفسية وأما الأقلية فقد اقترحوا مسببات أخرى كالاضطرابات العضلية العصبية والجراحة الإربية والتهاب البروستاتا المزمن أو لأسباب مجهولة ومعظم هؤلاء الأخصائيون استعملوا فحص البول المجهري للتشخيص بنسبة 60٪ والأشعة فوق الصوتية على الصفن بنسبة 93٪ ونادراً التحاليل الدموية وفحص البروستاتا وزرع افرازاتها أو تحويل المريض إلى أخصائي جراحة العظام أو طبيب الرثية. وارتكز علاج الالتهاب البربخي المزمن على مضادات الالتهاب لمدة 15 يوماً والمضادات الحيوية لمدة 3 أسابيع في حوالي 84٪ من تلك الحالات. ومن الوسائل العلاجية الأخرى استئصال البربخ الجراحي وإزالة التعصيب حول الحبل المنوي والخصاء الجزئي في أقل من 10٪ منها، وكان نجاح العلاج الدوائي في حدود 52٪ واستئصال البربخ في حوالي 82٪ تقريباً. وتطرق فريق ألماني بقيادة الدكتور «هيو» إلى سؤال مهم حول تأثير التهاب البربخ على السائل المنوي إذ ان بعض الخبراء يعتقدون أنه قد يسبب العقم عند بعض الرجال. فقام ذلك الفريق بدراسة ميزات السائل المنوي عند 34 رجلاً أصيبوا بالتهاب البروستاتا و14 ممن تعرضوا إلى التهاب البربخ وقارنوهم ب 17 رجلاً متعافياً من تلك الإصابات ولم يجدوا أي فرق بين الثلاث فئات بالنسبة إلى حجم السائل المنوي وعدد الحيوانات المنوية وسرعتها وحيويتها وشكلها الطبيعي. ولكنهم أبرزوا فرقاً كبيراً بالنسبة إلى معدل أنزيم الانلاستاز عند مقارنة المرضى المصابين بالالتهاب البروستاتي والبربخي بالرجال المتعافين مع زيادة حدوث القيح في السائل المنوي إي عدد مرتفع من الكرويات البيضاء فيه، خصوصاً مع التهاب البربخ ونقص في معدل الفتروكتوز في السائل المنوي وزيادة نسبة الحيوانات المنوية المستطيلة وارتفاع قلوية السائل المنوي في تلك الفئة. فاعتماداً على تلك النتائج، تقدموا بخلاصة أن التهاب البربخ يؤثر سلبياً على بعض معالم السائل المنوي البيولوجية والشكلية إذا ما قورن المصابون به برجال متعافين أو مصابين بالتهاب البروستاتا مما يبرز خطورة ذلك الالتهاب بالنسبة إلى القدرة الانجابية عند الرجل ويشدد على ضرورة معالجته الصحيحة والدقيقة.