لقد تداولت وسائل الإعلام الغربية حديثاً أخباراً مزعجة حول احتمال تأثير الفياغرا والسياليس «سنافي» وربما الليفيترا على النظر أحدثت قلقاً عند الرجال الذين يستعملون تلك الأدوية وجدلاً طبياً حول تلك الظاهرة التي لا تقوم على انه براهين علمية دقيقة بل على حوادث منفردة حصلت لبعض هؤلاء الرجال. والمعلوم ان هنالك أكثر من 23 مليون وصفة طبية لعقار الفياغرا حول العالم منذ سنة 1998م . تجلت بنجاح مرتفع جدا في معالجة العجز الجنسي على أنواعه مع مضاعفات جانبية طفيفة وغير خطيرة أبرزها الصداع وألم المعدة وسوء الهضم والطفرة الجلدية أو الهيوجية والغمامة النظرية الخضراء والزرقاء وعدم تحمل النور الشديد واحتقان الأنف.. وكان استعمال هذا العقار سليماً حتى لدى الرجال المصابين ببعض الأمراض القلبية كانسداد الشرايين القلبية أو الأكليلية. ولكن في 2 حزيران 2005م. نشرت صحيفة «وول ستريت» الأمريكية مقالة عنوانها «هل الفياغرا يؤثر على النظر؟» سردت فيها خبرة اخصائي في أمراض النظر الدكتور «بوميرينز» حول تأثر هذا العقار على العيون فسرد حادثة حصلت لأحد مرضاه الذي كان يشكو من غمامة زرقاء في النظر ضبابية نتيجة تورم شديد في العصب البصري وضيف في وصلته مع العين. كما اتضح في الفحص السريري فاشتبه بعلاقة بين الفياغرا والآفة النظرية. واتضح فيما بعد أن معهد التغذية والأدوية الفيديرالي الأمريكي يقوم حاليا بمراجعة 38 حالة ضعف النظر ترابطت مع تناول الفياغرا لتحديد مسؤولية هذا العقار في تلك الحالات لاسيما ان الشركة المصنفة لهذا العقار أكدت ان 103 دراسة عالمية حوله شملت حوالي 13,000 رجل لم تظهر أية حالة خلل نظري بعد استعماله بينما تبين ان استعمال السياليس «سنافي» ترابط مع تلك الحالة المرضية خمس حالات. ورغم انه من المعروف ان من مضاعفات الفياغرا الجانبية احتمال حصول تلوين أخضر أو أزرق في النظر نتيجة تأثير الدواء على الخلايا الملونة في الشبكية لكن هذه الحالة مختلفة تماما عما وصفه الدكتور «بوميرينز» في حالة مريضه التي تعتبر أشد خطورة على النظر والتي تدعى طبياً NON ARTER NEUROPATHYOPTIC ISCTLEMIC ANTERIOZ أو (NAION) أو اعتلال اقفاري غير شرياني أمامي للعصب البصري التي تصيب عادة حوالي شخصين أو ثلاثة أشخاص من أصل 100,000 شخص تجاوزوا 50 سنة من العمر سنوياً.. ورغم هذا التقرير فإن ترابط هذه الحالة مع تناول عقار الفياغرا أو سياليس وربما ليفيترا غير أكيد لأن معظم الرجال المصابين بتلك الآفة يعانون من أمراض زخرى مسؤولة عن عجزهم الجنسي كتصلب الشرايين وداء السكري التي قد تكون من أسباب التخاذل النظري الذي قد يصيب الألوف من الرجال الذي يستعملون هذا الدواء بدون أي تشخيص لحالتهم أو الاشتباه بها، وقد شكك الكثير من اخصائيي طب العيون حول ترابط الفياغرا مع تلك الحالة النظرية وصرح الدكتور «ليتيس» الذي راجع بعض تلك الحالات ان نسبة التأثير بين تلك الحالة وتناول العقاقير المستعملة في معالجة العجز الجنسي مثل الفياغر ضئيلة جداً. واما الدكتور «بوميرنيز» فقد حاول توضيح حدوث تلك الحالة على أساس عزوه إلى حالة مرضية تصيب الشريان الذي يزود عصب البصر مع نقص في جريان أو ضغط الدم فيه وافتقار العصب للأوكسجين الضروري لوظيفته الطبيعية وخصوصا ان تلك الحالات تميزت بالتخاذل النظري بعد فترة قصيرة من تناول الفياغرا مما يوحي باحتمال ترابط بينهما خصوصا إذا ما كان هنالك ارتباط ضيق خلقي ما بين العصب والعين. وقد دعى بعض الخبراء تلك الحالة النظرية «بفالج العين» لا سيما ان العصب البصري يعتبر قناة لتوصيل الدم والأوكسجين إلى العين ونقل الإشارات البصرية إلى الدماغ. ومنذ أن نشر الدكتور «بوميرنيز» بعض الحالات حول ترابط تلك الحالة النظرية مع استعمال الفياغرا وردت في المجلات الطبية المتخصصة لأمراض العيون والنظر حالات أخرى وشملت استعمال عقار السياليس ولا سيما ان في احدى تلك الحالات أدى إلى فقدان النظر الكامل في احدى العيوم بعد أربع تجارب سابقة بتخاذل النظر مما دفع شركة «ليلي أيكومن» المصنعة لهذ العقار بنشر تنبيه في النشرة التعريفية حول احتمال حدوث تلك الحالة بعد تناول عقارهم.. وللحديث صلة.