آسني سييرستاد صحافية نرويجية تحب (الأكشن) فيما يبدو وتعشق المغامرة. عمِلتْ مُراسلة لعدة وسائل اتصالية في بُؤر الصراع المختلفة في العالم مثل الشيشان وأفغانستان والعراق. استهواها غموض مجتمع شرقيّ محافظ لحد التطرّف فقررت مرافقة قوات التحالف الشمالي لتحرير أفغانستان من قبضة حركة "طالبان" الرجعيّة. أثناء مكوثها هناك لتغطية اندحار قوات طالبان وفرارها من جحيم قوات الأطلسي شد حسّها الصحافي عادات وتقاليد وغموض المجتمع الأفغاني فقررت الدخول في عمق ذلك المجتمع والكتابة عنه عن قرب. لم يطل انتظار زميلتنا في المهنة كثيرا إذ وجدت ضالتها في صاحب مكتبة اسمه "سلطان خان". كان السيد سلطان مدخلاً للصحافية المغامرة للولوج إلى قاع المجتمع الغامض. تمت موافقة صاحب المكتبة "المُتحرر" على أن تُقيم الصحافية النرويجية في منزله لمدة ثلاثة أشهر. دوّنت خلالها كل شيء وخصوصاً حياة النساء خلف الجدران ومن ثم ألّفت كتابها (بائع الكتب في كابول). تُرجم الكتاب إلى العربية ونُشر من قبل الدار العربية للعلوم ناشرون ط أولى 2009م. تُشير الكاتبة إلى وضع مدينة كابول بعد سيطرة حركة طالبان عليها في عام 1996م وتقول ان الحركة أصدرت ست عشرة قاعدة قانونية فرضتها على الشعب الأفغاني المسكين منها: تحريم تربية الحمام ومبارزات الطيور وأن الحمامة التي تستعمل في هذه المسابقات سوف تقتل. تحريم الحلاقة، فكل من يحلق لحيته أو يبالغ في تقصيرها سوف يسجن إلى أن تنمو لحيته إلى حجم قبضة اليد. تحريم استعمال الطيارات الورقية فالمحلات التي تبيع مثل هذه الطيارات سوف تُزال. عبوات الشامبو التي عليها مُلصق يحوي صورة امرأة يجري طمسها بقلم ثخين وكذلك وجه كل طفل مصور على قطعة صابون كانت تجري إزالته. ألا تجدون بأن هناك تشابها في الأفكار بين "طالبان" المقبورة وبين المتشددين المتأسلمين في كل بقعة يتواجدون فيها؟ إذاً يبدو أن المنهل واحد. الكتاب يستحق القراءة ففيه من العِبر الكثير لعل وعسى.