نسمع ونقرأ كثيراً عن السُكري الكامن ( Prediabetes) ولكن البعض لازال لديه بعض من اللبس حول ماهية السُكري الكامن, وكيفية تشخيصه,ومدى خطورته ,و مدى أهمية اتباع الخطة العلاجية لمنع تحوله إلي سكري صريح (Diabetes Mellitus ). ماهو السكري الكامن ؟ السُكّري الكامن يعني بأن مستوى السكر في الدم أعلى من الحد الطبيعي وأقل من الحد الذي يتم من خلاله تشخيص حالة المريض بأنه مصاب بالسكري. وقد عرفه بعض الاطباء بأنه المرحله المبكره من السكري الصريح. كيف يمكن تشخيصه ؟ يتم تشخيص السكر الكامن بتواجد التالي: 1. مستوى سكر الدم يكون بين 100- 125 ملجم في اختبار الصيام لأكثر من 8 ساعات (بينما سكر الدم الطبيعي اقل من 100 ملجم ). 2. ومستوى سكر الدم 140-190 ملجم في اختبار ساعتين بعد الاكل بينما معدل سكّر الدم الطبيعي هنا أقل من 140ملجم . 3. الهيموجلوبين أ واحد (HbA1C) يكون 5.7-6.4% * ويكون هذا في عينتين من الدم ولايكتفي بعينة واحده فقط. الأعراض المُصاحبة للسُكري الكامن: في الغالب, الاشخاص المصابون بالسُكري الكامن لاتوجد لديهم أي أعراض أو علامات ظاهرية مُصاحبة للمرض, وغالباً مايتم اكتشافه عن طريق الفحوصات لاغراض طبية أخرى. الأسباب التي تؤدي إلى السُكري الكامن: لا يوجد سبب معين لهذا السكري الكامن ولكن يوجد بعض الاسباب (عوامل الخطورة) التي تودي إلي حدوثه مثل: 1. اضطرابات النوم 2.تاريخ مرضي عائلي (أحد الوالدين أو الإخوة والأخوات) بالإصابة بمرض السكري. 3. أمراض القلب. 4 .ارتفاع ضغط الدم. 5. ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية وقليل الكثافة (Low density lipoprotein) وانخفاض مستوى الكوليسترول الجيد. 6.الوزن الزائد والسمنة (وخصوصاً عند منطقة البطن). 7.سكري الحمل أو أنجاب أطفال أوزانهم أكبر من 5 كلغم. 8.وجود ارتفاع سابق لسكر الدم في اختبار الصوم ( مستوى سكر الدم أعلى من 99 ملجم). 9.وجود تاريخ مرضي في الأوعية الدموية. مضاعفات السكري الكامن: و لا يعتبر السكري الكامن مرضاً بحد ذاته , لكن خطورته تكمن في إمكانية تحوله إلى سكّر صريح. فثلث الحالات تتطور إلي سكري صريح ,وثلث الحالات تستمر كما هي ,وثلث الحالات تختفي ويرجع مستوى سكر الدم إلي المعدّل الطبيعي (أقل من 100ملجم). مراقبة السكر في البول الشي المهم الدي ينبغي ان يدركه المصاب بالسكري الكامن او ما قبل السكري بانه معرض للإصابة بمرض السكري الصريح 5-10 مرات من الشخص الطبيعي . لذا الالتزام بالحمية والرياضة وأجراء الفحوصات اللازمة يساهم في التحكم فيه وتأخير مضاعفاته, وفي حالات معينة, يتم عودة سكر الدم إلى مستواه الطبيعي. وهنا تحدث إشكالية أن بعض المرضى يعتقد أنه أُصيب بمرض السكري وأنه شفي منه بينما في واقع الامر انه بعد توفيق الله ومن بعده اتخاذ الخطة العلاجية المناسبة من الحمية وممارسة الرياضة والمنظم يرجع مستوى سكر الدم إلى مستواه الطبيعي قبل أن يتحول السكر الكامن إلى سكر صريح. وأثبتت دراسة علمية حديثة أن الزمن الذي يستغرقه المصاب بهذا السكري الكامن لكي يتطور إلى السكري الصريح غالباً يكون أقل من ثلاث سنوات إذا لم يتم التدخل طبي, ونسبة تحوله إلى سكري صريح تقريباً 11%. ومن المهم أيضاً أن يعي المريض أنه بالرغم من كونه سكراً كامناً, إلا أنه قد يتسبب في مضاعفات للمريض مشابهة لمضاعفات السكري ( مثل قصور في وظائف الكلى والعيون والأعصاب و الضعف الجنسي والجلطة والذبحة الصدرية والقدم السكري). فالمضاعفات هذه في السكري الكامن تساوي السكري الصريح وذلك كما اثبتت الدراسات العلمية المبنية علي الأدلة والبراهين. لذا يجب التركيز على أهميته وأن يؤخذ بالحسبان مضعافاته وأن لايهمل عند اكتشافه في التحاليل المخبرية وهذا ما لاحظناه عند مجموعة من المصابين به الذين تأخروا في الحصول على العناية الطبية اللازمة عند بداية اكتشاف السكري الكامن. الكشف الدوري والمبكر للسكري الكامن: ولا يوجد توصيات بأن يتم فحص الكشف المبكر عن السكري الكامن بصفة دورية للناس الطبيعيين والسليمين في المجتمع كما ورد في منظمه الصحة العالمية أو المنظمات العالمية المختصة بمرض السكري, ماعدا بأن الفحص يبدأ في المرحلة العمرية بين 30-45 سنة باختبار سكر الصوم لأكثر من 8 ساعات ويجب اعادته كل 3 سنوات ,وأيضاً يتم فحص أي شخص في عمر أبكر من هذي المرحلة العمرية إذا وجد واحد من عوامل الخطوره التي اشرنا إليها سابقاً. علاج السكري الكامن: ويتمثل علاجه, بعد توفيق من الله, بأمور خمسة وهي: 1. شرح الحالة للمصاب به شرحاً كاملاً يتضمن بأنه قد لا توجد اعراض للسكري الكامن ولكن هذا لايعني عدم وجود مضاعفات, وشرح مضاعفاته وخطه العلاج المستقبلية التي يجب أن يلتزم بها المصاب بالسكري الكامن حتى يتم الحدّ من مضاعفاته. 2. الحمية الغذائية الحمية الغذائية ركيزة أساسية في علاج السكري الكامن. وفي أغلب الأحوال, يتم تحويل المريض إلى أخصائي التغذية الذي بدوره يقوم بشرح الحمية الغذائية للمريض, وتوضيح أهمية الالتزام بالحمية والتي تتكون غالباً من تقليل السكريات والدهون والملح في الأكل , كما يعطى المصاب جدولا غذائيا معينا يوميا ويلتزم به. 3.التمارين الرياضية والنشاط الجسدي النشاط الجسدي وممارسة الرياضة ركن أساسي في علاج السكري الكامن, لأنه يساهم أيضاً في التحكم في الوزن بالإضافة إلى مستوى السكر في الدم. ويستطيع الشخص الذي تم تشخيصه بالسكري الكامن أن يمارس أنواع مختلفة من الرياضة مثل المشي السريع وجهاز السرعة والسباحة. وهنا المطلوب و الموصى به عالمياً هو المشي التسارعي على الأقل لمده 30 دقيقة لمده 5 أيام في الأسبوع. ويجب على الشخص المصاب أن يزور الطبيب المعالج قبل بداية خطة التمارين الرياضية أو زيادة مستوى النشاط الرياضي حيث إن بعض التمارين القوية قد لايتحملها الأشخاص الذين لديهم أمراض أخرى كالقلب مثلاً. ووجد علمياً أن الحمية والتمارين الرياضية ,بعد الله سبحانه, تقلل نسبه تحول السكري الكامن إلي السكري الصريح بنسبه 58%. 4.المنظم (Metformin ) ووجد أن تناول منظم السكر ( Metformin) يقلل نسبة الإصابة ,بعد توفيق الله, بإظهار السكري الكامن بنسبة 31% ,كما اثبتت الدراسات العلمية. ويوجد أقراص بجرعات مختلفة 500مج/750مج/1000مج, تختلف من شخص لآخر. 5. تقليل الوزن وإيقاف التدخين والمقصود هنا تقليل الوزن بنسبه 5-10% من إجمالي الوزن. وباتباع كل الخطوات السابقة نستطيع تقليل نسبة تحول السكري الكامن إلى سكري صريح وأيضاً نقلل نسبة عوامل الخطورة لأمراض القلب وجلطة الدماغ ومنها ارتفاع ضغط الدم اللذي يوجد في الأشخاص المصابين بالسكري الصريح والسكري الكامن.. وأتمنى لكم الشفاء والعافية. *استشاري غدد صماء بمركز السكري مستشفى الامير سلمان بن عبدالعزيز السكري الكامن يمكن تفاديه