تلقى "خالد" دعوة عشاء من زميله "فهد" بمناسبة منزله الجديد، وفي أثناء الطريق اتصل "خالد" على "فهد" طالباً منه تحديد وصف المنزل، فردَّ عليه: "أثناء مرورك على الشارع الفلاني ستجد مركبة ساهر، انتبه أن يصطادك فلاشها، بعدها ستجد إشارة مرورية بها كاميرا أخرى، لا تُغيّر اتجاهك ناحية اليمين إلاّ بعد أن تتوقف، لأنه من الممكن أن تُرحب بك بطريقتها الخاصة، بعدها ستجد مدخلاً للحي جهة اليمين، ثاني فلّة على اليسار..هذا منزلي"!. أصبح "نظام ساهر" بما له وما عليه، جزءاً من واقعنا اليومي الذي نعيشه، بل إنَّه أضحى عند البعض أحد أهم أركان فاتورة المصروف الشهري، مثله في ذلك المبلغ المخصص لفاتورة الماء والكهرباء، وحتى وإن بدا المشهد عند هذه الفئة من الناس أشبه بمن يضع طوقاً حول العنق، أو كزائرٍ ثقيل ما انفكَّ يُنغِّصُ عليهم معيشتهم، إلاَّ أنَّ آخرين حولوا مركبات وكاميرات هذا النظام المتواجدة على الطرق المؤدية إلى واحدة من أهم المعالم التي يهتدي بها من يزورهم للمرة الأولى، فتراهم يستخدمونها لوصف المكان، مراعين في ذلك تحذير أقاربهم من الوقوع في شراكها، حيث لا يخلو الأمر من الدعابة وإطلاق النكات تارةً، والخوف أن يتعكر "مزاج" الضيوف تارةً أخرى. وصف المكان وقال "خالد الصالح": في كل مرة يزورني فيها أحد الأصدقاء للمرة الأولى أجدني تلقائيَّاً أُردِّد اسم "ساهر" لأصف له موقع منزلي، حيث لا يخلو الأمر هنا من الدعابة أحياناً والتشاؤم أحياناً أخرى، مشيراً إلى أنَّ بعض أصدقائه وأقاربه يبدأون حينها بالتندر عليه، حيث قال له أحدهم ذات مرة: "ما لقيت لك بيت غير في هذا المكان"؟، فيما قال آخر: "هذه أول وآخر مرة أزورك فيها، إلاّ إذا غيَّرت منزلك"!. تحذير ومخالفة وأضاف "سعيد الجملول" أن العديد من الأشخاص يُسَخِّرون نظام "ساهر" بشقيه الثابت والمتحرك لمساعدتهم في تحديد بعض المواقع لأصدقائهم ومعارفهم عندما يزورونهم، أو يسترشدون بهم لوصف بعض المواقع الخدمية كالمستشفيات والأسواق وغيرها، لا سيما في حال كانت تلك الزيارة هي الأولى من نوعها لتلك الأماكن، لافتاً إلى أن الأمر لا يخلو هُنا من تحذيرهم من السرعة الزائدة، والتأكيد عليهم بالإلتزام بالسرعة النظامية عند سلوكهم تلك الطرق والشوارع التي تتواجد فيها كاميرات هذا النظام. مركبة ساهر المتحركة أصبحت علامة في الطريق المؤدي إلى بعض المنازل حرج شديد وأكد "مساعد الهويشان" أنَّ وقوف المركبة الخاصة بنظام ساهر على جانب الطريق المؤدي إلى منزله تُشكِّل له حرجاً شديداً مع بعض أصدقائه وأقاربه، مُوضحاً أنه بعد أن استقر في منزله مؤخراً، قرر بعض أصدقائه وأقاربه زيارته، ذاكراً أنه لعدم معرفتهم بعنوان منزله، أخذ "يَدُلَّهم" عن طريق موقع "مركبة ساهر"، مشيراً إلى أنَّ تحذيره لهم لم يفلح، حيث نجحت "الكاميرا" في تصويرهم وهم متجاوزين السرعة، مبيناً أن أحدهما طالبه مازحاً بتسديد غرامة السرعة نيابةً عنه. سرعة محددة وأكد "عاطف المحمدي" أنَّه أفاد من إحدى كاميرات "ساهر" بالقرب من أحد المنعطفات المؤدية إلى منزله، في إعطاء وصف دقيق لمن أراد زيارته من أقاربه أو أصدقائه، خاصةً من يفدون إليه من خارج مدينة الرياض، لافتاً إلى أن حرص على تذكير من يزوره بالالتزام بالسرعة النظامية المحددة، إلاّ أن ذلك لم يمنعه من الوقوع في المحضور، مُضيفاً أنَّ انشغاله في إجراء مكالمة هاتفية أنساه تذكير صديقه الالتزام بالسرعة المحددة، مما جعله ينال مخالفة مرورية، الأمر الذي جعله يُصر على دفع قيمة الغرامة نيابةً عن ضيفه كونه من تسبب فيها. تأثير سلبي وقال "نايف العتيبي": إنه على الرغم من أهمية "ساهر" في تنظيم المرور في الشوارع والطرق الرئيسة، إلى جانب ضبط السرعات على الخطوط السريعة، إلاّ أنه أصبح عاملا مؤثرا سلبياً على ضيوفه القادمين إليه، مضيفاً أن الكل يعرف وصف "الفيلا" التي يملكها، إلاّ أنه استحدث قريباً "كاميرا" ساهر بالقرب من الشارع الرئيس في الحي، مشيراً إلى أن أحد أشقائه قال له: "وينا ووين المسيار عليك، كلفتني 300 ريال، والسبّة كاميرا ساهر"!، مؤكداً على أنه حاول أن يخفف من وطأة تأثير الفلاشات التي اصطادته، إلاّ أن الحالة المعنوية السلبية لم تغادر ملامح وجهه نهائياً!. خالد الصالح سعيد الجملول مساعد الهويشان عاطف المحمدي