قبل الحديث عن السيد حسن نصرالله ومكاييله المتعددة يجب أن أؤكد أن كلامي هذا ينسحب على السيد حسن وحزب الله وليس على الطائفة الشيعية التي أكن لها المحبة والاحترام. فعلاقتي بالطائفة الشيعية علاقة أخوة على امتداد العالم العربي والإسلامي. ولي أصدقاء بل أخوة من أبناء الطائفة استطعنا أن نتجاوز بعلاقتنا امتحان الزمن والتحزب. نعود للسيد حسن نصرالله وسياسة نصر الظالم على المظلوم في سوريا. قد أفهم أن يسكت السيد نصرالله عن جرائم النظام السوري لأنه الحليف الثاني بعد إيران ولقد شهدنا حركة الأسلحة من وإلى جنوب لبنان عبر معابر النظام. ولكني وكل عاقل من أبناء طائفته لا نفهم أن ينحاز مع النظام الظالم ويدعمه بالصوت والرجال والخطب الرنانة وأكثر من ذلك. ولئن وجد بعض أنصار نصرالله له العذر في تلك فلن يجدوا له العذر على صمته أمام اختراقات الجيش السوري للحدود اللبنانية وقصفه لقرى لبنانية حدودية. لماذا الصمت وقد تجرأ النظام السوري على السيادة اللبنانية وقصف بشكل عشوائي قراها وقتل أطفالاً ومدنيين لبنانيين ليس لهم أي ذنب. هذه سياسة مصالح وتعصب ضحّت بالمظلوم وبالوطن في سبيل مصلحة الحزب رغم احتمالات زوال النظام السوري المتزايدة. لم أستغرب أن ينأى مثقفو الشيعة وكتابها بأنفسهم عن سياسات حزب الله التي مزقت الوطن، ثم قضت على أي بقية من أخلاق وقد وقف الحزب بكامل قوته الإعلامية والخطابية وربما العسكرية لدعم جرائم الأسد ثم غض الطرف عن انتهاكات الحدود اللبنانية. أكاد أجزم أن سقوط حزب الله لن يكون بعيداً وأن أبناء الشيعة سيعتبرونه عاراً في تاريخهم الحديث، وأن جميع الآمال والتضحيات والمكاسب ذهبت أدراج الرياح. مقابل ذلك لابد أن يدرك السنة أنهم وطوائف الشيعة في بلادهم أخوة في الدين والمواطنة. وأن يتكاتفوا لرقي مجتمعاتهم بعيداً عن حسابات الأحزاب والأفراد التي ضحت بالأوطان وبأبناء الطائفة مقابل مصالح مؤقتة، أو مكاسب شخصية.