جاء تتويج المنتخب المغربي ببطولة كأس العرب التاسعة للمنتخبات بمثابة المفاجأة السعيدة للجماهير المغربية التي احتفلت بتحقيق اللقب العربي لأول مرة في التاريخ، وفي المقابل حملت البطولة صدمة جديدة وخيبة أمل للجماهير الرياضية السعودية التي لم تستيقظ بعد من خروج منتخب بلادها المر من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014م بعد أن ودع المنتخب البطولة من الدور نصف النهائي وذلك على يد المنتخب الليبي الذي لفت الأنظار بمستوياته المميزة على الرغم من الظروف السياسية التي تتعرض لها البلاد. نجاح التنظيم.. الصالحي والبحري ومصطفى كريم الأبرز وجيرتس صنع منتخباً مميزاً بعد غياب طويل عن استضافة المحافل العربية والقارية سجلت السعودية نجاحاً من خلال استضافتها لبطولة كأس العرب التاسعة للمنتخبات وذلك بشهادة مسؤولي المنتخبات المشاركة، وعلى الرغم من بعض الأخطاء التي وقعت فيها بعض اللجان المنظمة إلا أن الاستضافة السعودية للبطولة كانت مميزة، وإن كان توقيت البطولة الخاطيء لم يخدمها من الناحية الجماهيرية بحكم تعارضها مع كأس أوروبا للمنتخبات، من محاسن استضافة السعودية لبطولة كأس العرب أنها أعادت مدينة الملك فهد الرياضية بالحوية إلى الواجهة من جديد إذ كشفت البطولة عن إمكانيات كبيرة تمتاز بها تؤهلها أن تصبح خياراً أساسياً للمنتخبات السعودية في الاستحقاقات المقبلة. فرحة مغربية بالذهب -"الأخضر" يخذل عشاقه كانت بداية منتخبنا السعودي مطمئنة إلى حد كبير وذلك بعد أن تجاوز المنتخب الكويتي بأربعة أهداف نظيفة أعادت البسمة للجماهير السعودية المتعطشة منذ فترة طويلة للانتصارات، إلا أن الفرحة السعودية لم تكتمل وبالتحديد عندما أخفق الأخضر في تجاوز عقبة المنتخب الفلسطيني إذ تعادل معه بصعوبة بالغة 2-2، الأخضر السعودي لم يخفق أمام فلسطين نتيجة فقط بل أن مستواه الفني كان أقل من المتوسط، وفي الدور نصف النهائي عزف المنتخب الليبي لحن الوداع لمنتخبنا السعودي بعدما تغلب عليه مستوى ونتيجة وهو الخروج الذي كان بمثابة الصفعة الموجعة للرياضيين السعوديين لاسيما وأن المنتخب كان مرشحاً لنيل اللقب خصوصاً وأن مباريات البطولة تقام على أرضه وبين جماهيره، المدرب الهولندي ريكارد ولاعبوه كان لهم رأي آخر إذ لم يقف إخفاقهم عند هذا الحد بل أنهم عجزوا عن تحقيق الميداليات البرونزية بعد خسارتهم من المنتخب العراقي 1-صفر، نتائج الأخضر في البطولة من خلال فوزه في مباراة وتعادله في مثلها وخسارته لمباراتين تثبت بما لايدع مجالاً للشك أن المنتخبات العربية والآسيوية من حولنا تتطور وتتقدم ومنتخبنا وحده من يتراجع على الرغم من الإمكانيات الكبيرة والميزانيات الضخمة التي رصدتها ولاتزال الحكومة السعودية لقطاع الشباب والرياضة، أما تبرير المدرب ريكارد والمسؤولين بعد خروج منتخبنا المر من البطولة فهو غير مقنع لأن الأخضر السعودي لم يقدم مايزرع فينا التفاؤل كونه خسر النتائج والمستويات الفنية. البطولة شهدت أسماء تدريبية كبيرة أمثال ريكارد وزيكو -جيرتس يستعيد توازنه حالة عدم رضا من الجماهير المغربية على مدرب المنتخب البلجيكي جيرتس قبل بداية البطولة خصوصاً بعد نتائج المنتخب في التصفيات الأفريقية، تلك الحالة تزايدت بعد تعادل أسود الأطلس في المباراة الافتتاحية مع المنتخب الليبي 1-1، إلا أن جيرتس ببراعته نجح في أن يقود المغرب نحو منصة التتويج إذ تصاعد أداء المنتخب بشكل واضح ففاز في بقية مباريات المجموعة وتصدرها، وفي الدور نصف النهائي تجاوز منتخب العراق ليصعد إلى النهائي وينتصر على ليبيا بركلات الترجيح، أسود الأطلس حققوا كأس العرب دون أي خسارة ولم يكتفوا بذلك بل أنهم نالوا بطولة أخرى غالية من خلال كسبهم منتخباً رديفاً سيكون خير رافد للمنتخب الأول. منتخبنا احتل المركز الرابع -منتخب ليبيا يقهر ظروفه زادت الظروف السياسية وبالتحديد الثورة الليبية لاعبي المنتخب إصراراً وحماساً من أجل إسعاد جماهيرهم، وانعكست تلك الظروف بشكل إيجابي على أداء ومستوى المنتخب الليبي وهو ما أكده قائد المنتخب المهاجم أحمد سعد، المنتخب الليبي كان مفاجأة البطولة على الرغم من اكتفائه بالوصافة والميداليات الفضية واللافت أنه لم يخسر إطلاقاً في البطولة حتى أن المباراة النهائية أنهاها متعادلاً ولم يخسر إلا بركلات الترجيح، المستويات الفنية العالية التي قدمها منتخب ليبيا أجبرت متابعي البطولة على رفع القبعة له احتراماً. الأبرز شهدت البطولة مولد عدد من النجوم الذين سيكون لهم شأن كبير في المستقبل القريب يأتي في مقدمتهم هداف البطولة المهاجم المغربي ياسين الصالحي الذي برز بشكل لافت وقاد منتخبه للفوز باللقب من خلال تسجيله ستة أهداف، إضافة إلى زميله إبراهيم البحري الذي قدم هو الآخر مستويات مميزة، كما أعاد المهاجم الليبي المخضرم أحمد سعد اكتشاف نفسه من جديد من خلال تألقه وقيادته لمنتخب بلاده، مهاجم العراق مصطفى كريم سطع نجمه في البطولة وقاد منتخب بلاده للفوز بالبرونز، عدد من المحللين والنقاد الرياضيين توقعوا أن تشهد الملاعب الخليجية احتراف الرباعي في الموسم المقبل إضافة إلى لاعبين آخرين برزوا في البطولة.