أولاً نحمد الله على ما منحه من كرامة، وما جدد له من نعمة، وهنأه بما أعطاه، وأمده بالزيادة من الإيمان فيما جدد عليه من مزيد الشرف والرئاسة التي كانت واضحة في سماء فضله، مكتوبة في صفحات عمله، تلك الولاية للعهد، حيث جاءته منقادة طيعة ولم يأت هو إليها، ولم يرمها أحد غيره، لأن الحق وضع في نصابه، واطمئنان شعب المملكة إلى تولي سموه لهذه الرتبة التي هي أصغر منه وهو أكبر منها.. وهذا الاطمئنان بطبيعته كاطمئنان حامل السلاح إلى سلاحه، كيف لا وقد كان في إمرته (أمير للرياض) قوة عاملة قد فعلت فعلها في أبناء بلده تحت هذا الأفق كان حتى كأن معاني نفسه الكبيرة تنتشر في الهواء على نفوس مواطنيه، فهو في رأيه وحنكته وحكمته قوة متماسكة ماضية لا يحتال إليها أو عليها بحيلة.. وبهذا فإنك تراه يغمر الرجال مهما كانوا أذكياء، لأن فيه صفات لا تكون في الكثير منهم.. وهو في كل هذا ومع كل هذا: هو كتاب تاريخ وكتاب علوم ومعلومات عن مواطنيه من أبناء المملكة ورجالاتها، وقبائلها وانتماءاتها - لسعة اطلاعه - فإذا كانت المدارس تخرج من الكتب تلاميذ فإنه يخرج من تلاميذ المدارس - بعقله ورأيه وإلمامه - رجالاً أقوياء أشداء.. وما تقرؤه في تلاميح جبينه - من الحزم والعزم والصلابة ومن التدبير والامعان - إلا خرجت وتراك منه قد وضع في نفسك أشياء عظيمة أعظم من نفسك، كائناً من كنت وكيف كنت، فإن كنت شاباً مراهقاً خاطبك بمخاطبة الأستاذ من تلاميذه بالحكمة والمواعظ الحسنة فخرجت من عنده رجلاً، وإن كنت رجلاً خاطبك بميزان نضجك وعقلك فخرجت حكيماً، وهذا قليل من كثير من مزاياه ومميزاته المتعددة ذكرت موجزها وفقه الله لصالح الأعمال، وأطال الله بقاء خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير (سلمان) ففي إطالة بقائهما الحياة السعيدة لجميع المواطنين، واستدامة الأمن والأمان والمنعة والاطمئنان، وأتم نعمه عليهما وعلى جميع مواطني هذه المملكة، فإنها نعمة حلت محل الاستحقاق، ووقفت على من لا ينكرون للفضل محله وأهله، والله ولي التوفيق. * خبير تعليم حائل متقاعد