منعت مدرسة تمهيدية في السويد الإشارة إلى الأطفال ب»هو» و»هي» في محاولة لمنع ترسخ الفوارق الجنسية من حيث الذكورة والأنوثة في أذهانهم . واتخذت مدرسة ايغاليا الإعدادية في ضاحية سودرمالام في استوكهولم هذا القرار في إطار جهود الدولة لتحقيق المساواة بين الجنسين منذ مرحلة الطفولة. وبالإضافة إلى منع استخدام الكلمتين، تختار المدرسة أيضا الكتب وألوان اللعب بعناية فائقة لضمان تنفيذ القرار. وتم افتتاح المدرسة في العام الماضي بهدف إلغاء الفوارق في الأدوار بين الجنسين باعتباره أهم رسالة في المقرر الدراسي القومي الخاص بالمدارس التمهيدية. ويأتي القرار لتصحيح وضع يمنح فيه المجتمع تفوقا للذكور على الإناث. وفي هذا الصدد تقول المدرسة جيني جونسون(31 عاما)،» يتوقع المجتمع من البنات أن يتصرفن كبنات وان يكنّ لطيفات وجميلات وناعمات وان يتمتع الأولاد بصفات الذكور وان يكونوا خشنين .» وتمضي جونسون قائلة ،» تهيئ المدرسة فرصة رائعة لان يكون الأطفال من الجنسين على الكيفية التي يرغبون في أن يكونوا عليها.» وفي هذه المدرسة يلعب الأولاد والبنات معا بلعبة مطبخ ويلوحون بأدوات الطبخ البلاستيكية ويتظاهرون بأنهم يطبخون. وتتعمد المدرسات وضع مكعبات الليغو وغيرها من أدوات البناء بالقرب من المطبخ لضمان عدم قيام الأطفال برسم حواجز ذهنية بين الطبخ والبناء والتشييد. في غضون ذلك،فان كل كتب الأطفال تتناول العلاقات الحميمة بين الأزواج بينما يساعد طاقم التدريس التلاميذ على اكتشاف أفكار جديدة أثناء اللعب. وتقول المديرة لوتا راجالين اغن المدرسة تركز بصفة خاصة على القضاء على الفوارق بين الأطفال لأي سبب كان. ويبدو أن أساليب مدرسة ايغاليا مثيرة للخلاف إذ تقول الإدارة أنها تلقت تهديدات من قبل عنصريين يحتجون على استخدام الأطفال لدمى سوداء اللون. ولكن الإدارة تؤكد على ان قائمة الانتظار الخاصة بالالتحاق بالمدرسة طويلة وان زوجين فقط قاما بسحب ابنهما من المدرسة. ويقول جوكا كوربي ( 44 عاما) انه وزوجته اختارا هذه المدرسة ليمنحا أطفالهما كل الإمكانات المتاحة اعتمادا على من هم وليس على جنسهما. ويسعى طاقم التدريس بالمدرسة إلى إلغاء أي إشارة ذات صلة بالذكورة والأنوثة في أحاديثهم بما في ذلك «هو»( han ) و «هي» (hon) باللغة السويدية. وبدلا من هاتين الكلمتين تبنت المدرسة ضميرا لا صلة له بالجنسين هو ( hen) وتقول راجالين،» إننا نستخدم كلمة ( hen) مثلا عندما يعتزم طبيب أو شرطي أو كهربائي أو سباك بزيارة المدرسة. اننا لا نعرف ما إذا كان الزائر رجلا أو امرأة ولذلك نكتفي بالقول بأن ( hen) سيزور المدرسة في الساعة الثانية بعد الظهر.» وعندها يمكن للأطفال أن يتخيلوا أن الزائر يمكن أن يكون رجلا أو امرأة. وهذا يوسع مداركهما.» غير أن جاي بيلسكي، أستاذ علم نفس الأطفال بجامعة كاليفورنيا في ديفس، يقول انه لا يعرف أي مدرسة أخرى تماثل مدرسة ايغاليا في أسلوبها الدراسي ويتساءل عما إذا كانت تلك طريقة سليمة في تربية الأطفال. وفي بريطانيا،أخفى زوجان جنس طفلهما طوال 5 سنوات ليربياه على أن يكون «محايداً جنسيا.» وعمد بيك لاكستون (46 سنة) وزوجها كيران كوبر (44 سنة) الى إخفاء جنس طفلهما عن كل الناس في ما عدا الأقارب المقربين، وذلك ليكبر ابنهما ساشا في جو لا يميز فيه بين ان يكون المرء ذكرا أو أنثى. وقال لاكستون وكوبر إنهما أرادا أن يضمنا بأن «ساشا» لا يتأثر بضغوط القوالب الجنسية تذكيرا وتأنيثا واضطر الزوجان للكشف عن أن الطفل ذكر بعدما بلغ الخامسة من عمره أي عندما التحق بالمدرسة الابتدائية التي يقصدها حاليا مرتدياً في بعض الأحيان ملابس للفتيات وفي أحيان أخرى ملابس خاصة بالصبيان. وقالت الأم «لم أرد أن أضغط عليه في أي اتجاه، فطالما أن لديه علاقات جيدة وأصدقاء جيدين فلا شيء آخر يهم».ويشجع الوالدان طفلهما على اللعب بألعاب الفتيات والصبيان في منزلهما الذي لم يدخلا إليه التلفزيون. ولم يشر علماء النفس إلى ما إذا كانت مثل هذه التربية «الحيادية الجنس» ستكون لها تأثيرات على الطفل لعدم توفر أبحاث تناولت هذا الجانب.غير أن أستاذ علم النفس بيلسكي يقول إن تحييد الجنس يضعف الطبيعة الذكورية لدى الأطفال.