المتابع للفعاليات الثقافية وبالذات فيما يتعلق بالأدب بصوره المتعددة شعر وقصة ورواية، يلاحظ التداخل بين الأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنون، وهذا ليس سيئاً، بل قد يثري الحركة الثقافية في المملكة، ما دعاني لقول ذلك هو إقامة ملتقى سين الأول تحت ظل جمعية الثقافة والفنون بجدة، وسين موقع ثقافي إلكتروني يشرف عليه الأستاذ عيد الخميسي ويعنى بالأدب الحديث، يذكرني كثيراً بموقع الزومال، الفعالية تابعتها أولا عبر صفحة الملتقى في الفيس بوك، إضافة إلى بعض الأخبار التي نشرتها الصحف، وأعتقد أنه حقق نجاحاً جيداً لاستقطابه عدداً من المبدعين وبالذات في مجال الشعر، إضافة إلى القصة والفن التشكيلي والنقد، قد يقول البعض انه من المفترض أن يكون الملتقى ضمن أنشطة النادي الأدبي ، وأنا لا أرى ذلك مطلقاً، لأن بعض الأندية تطلب الوصاية على الأدب الحديث، ويكون لها سلطة تحديد أسماء المشاركين، ولكن لنأخذ الأمر بشكل آخر، لماذا لا تفعل الجمعيات الأدبية ويكون لها كيانها التنظيمي تحت مظلة وزارة الثقافة والإعلام الشئون الثقافية، بحيث كل مجموعة متجانسة من المبدعين والأدباء يكون لهم جمعية أو مجموعة تحت مسمى معين، ولنقل كمثال " جماعة أو مجموعة سين الثقافية" وهي تمثل مجموعة من المبدعين الذين يكتبون قصيدة النثر إضافة إلى الأشكال الإبداعية الحديثة، وممن يتابع أو يهتم بالأدب الجديد، بالطبع عندما تتاح الفرصة لتكوين تلك المجموعات الإبداعية، وهي بكل تأكيد داعم للحراك الثقافي والأدبي ، سنجد العديد من المجموعات بأسماء مختلفة مثل " الحلقة الفلسفية في نادي الرياض الأدبي" ،وأعضاؤها لديهم اهتمام مشترك يحدده عنوان الحلقة، ووحدة أبحاث السرديات في جامعة الملك سعود كلية الآداب قسم اللغة العربية، وغير ذلك من التجمعات، وبالطبع هذا نواة لمؤسسات المجتمع المدني الثقافية، التي بدأت بجمعيات المسرحيين والتشكيليين والخطاطين، والتي فشل أغلبها لتنافر أعضاء تلك الجمعيات ، وبعد المسافات بينهم، وكان من المفترض أن يكون مجموعات صغيرة للمسرحيين والتشكيليين،و..و، مثل جماعة ألوان التشكيلية التي كان لها نشاط متميز وقدموا مجموعة من المعارض التشكيلية، وبالنسبة للمسرح فمن المفترض أن تكون هنالك مجموعات مسرحية في كل منطقة، ومن أعضاء هذه المجموعات يتم ترشيح رؤساء أو أعضاء من كل مجموعة لتكوّن جمعية المسرحيين، وتمثل كل المناطق، وهذا يمنع التكتلات التي كانت في الجمعيات العمومية لبعض الفنون، والتي تسببت بسوء توزيع أعضاء الجمعية على مناطق المملكة – وأنا هنا لا أتكلم عن جمعية المسرحيين بل الجمعيات أجمع- ، هذه مجرد فكرة ولنقُل رغبة في تفعيل المجموعات الصغيرة لتقديم نشاط متميز، ولو لم يكن التناسق والتفاهم بين المشاركين في ملتقى سين لما نجح الملتقى. وتفعيل ودعم الجمعيات الصغيرة في الوطن بكل تأكيد سيخدم الثقافة في المملكة، وستدعم النشاط في الأندية الأبية وجمعيات الثقافة والفنون، وأوضح مثال مبادرة موقع سين لتقديم الملتقى بمشاركة جمعية الثقافة والفنون فرع جدة.