** مرة سألوا «محمود الخطيب» اللاعب الأكثر موهبة - ربما - في تاريخ الكرة المصرية. - لماذا تعتزل اللعب وأنت مازلت قادراً على العطاء لعدة سنوات. قال ما معناه - وبإضافات كثيرة من عندي حول شرح معنى الاجابة: - في السنة الأخيرة بدأت أشعر أن عقلي أصبح يقرأ الكرة أسرع من جسمي. زمان كنت أفكر في لحظة وجيزة وأقول لنفسي: «يا سلام لو جات الكرة بلمسة وحدة على خط الستة.. عندها سوف أمد جسمي بخطوة طويلة وأسدد.. وكانت تأتي الكرة وأقوم بما قلت لنفسي بتناسق جميل وقد أوفق في التسجيل أو لا أوفق غير أن هذا كان ما يحدث. أما في السنة الأخيرة فكنت أقول لنفسي نفس الكلام.. وتأتي الكرة في اللحظة المناسبة.. لكن استجابة جسمي للقيام بالحركة اللازمة للتسديد أصبح ابطأ من سرعة الكرة.. فلا أصل إليها ابداً.. أو أصل دون التوازن المطلوب الذي اعتدت أن استقبل به الكرة. لذلك قررت الاعتزال. أعجبني محمود الخطيب.. وأحترمته بعد اعتزاله وأصبح تقديري لموهبته أكبر من السابق حيث انها موهبة إنسان يملك فلسفة صحيحة ومتطورة ولا يفهمها معظم لاعبي الكرة في الوطن العربي. وفق هذا أظن انه يمكن القياس.. حول أشياء كثيرة جداً. فنحن نقول بشيخوخة الروح وليس الجسد.. وهذا صحيح أيضاً في المواقع المناسبة لأنك في الفكر والروح تستطيع ان تتجاوز عجز الجسد عن بذل الجهد الجهيد بتكليف من هم أكثر شباباً بالتنفيذ الذي يمكن ان يتم على أكمل وجه.. غير أن هناك مجموعة من الأشياء التي لا يمكن أن تتم بالصورة المطلوبة إلا بتحقيق التوازن بين الفكر والجسد.. وعندما كنت في سن العاشرة تقريباً.. تعلمت الطبخ.. أو الكثير من أعماله من سيدة «مقعدة».. كنت أعمل «خادماً» في منزل ذويها.. فعندما تذهب العائلة في رحلة ما.. تقول لي: - نفسي أتغدى صيادية سمك «مثلا». فأقول: يا ريت لو كانت عمتي هنا كان سوتها. فتقول: لا أنا وأنته تسويها. فأقول باستغراب: كيف. تقول ببساطة.. تدخل المطبخ وتعمل ما أقول لك دون زيادة أو نقصان. ولا تخاف من انك تغلط.. تعال وريني المقادير ووريني فين وصلت مراحل الطبخة أذوقها وأقولك.. وهكذا بدأنا.. عقلها أو خبرتها.. وابن العاشرة.. وكان غالباً ما يريد من الأكل.. وعندما يعود الأهل ويتذوقون الطبخة.. يتوجهون للسيدة المقعدة بفرح شديد ويقولون لها: - تسلم يدك.. أكلة طعمها يجنن..؟!