وصف خبير سعودي مختص في التنمية المستدامة أن توصيات مؤتمر الاممالمتحدة للتنمية المستدامة والذي اختتمت أعماله مؤخرا بمدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل كانت متوقعة في ظل عجز هيئة الاممالمتحدة بزيادة الضغط على الدول الصناعية في تخفيف تأثيراتها على البيئة. وعلق المهندس سلطان فادن مدير مركز التنمية المستدامة بجامعة الاعمال والتكنولوجيا بجدة أن مؤتمر( ريو + 20 ) يأتي بعد عشرين عاما من مؤتمر الاممالمتحدة في ريو دي جانيرو عام 1992 ، وفي ذلك المؤتمر تم وضع تصورات لتوجه الدول للألفية الحالية وتبني مبادرة التنمية المستدامة كمبادرة للتنمية في السنوات التي تليها ، أما المؤتمر الحالي فتم تبني « التنمية المستدامة « كمحور رئيسي للمؤتمر وشعاراً له. مطلوب تلبية احتياجات الحاضر دون المساس باحتياجات الأجيال القادمة ويقول فادن ان التنمية المستدامة هي عملية تطوير الأرض والمدن والمجتمعات وكذلك الأعمال التجارية بشرط ان تلبي احتياجات الحاضر بدون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية حاجاتها. ويواجه العالم خطورة التدهور البيئي الذي يجب التغلب عليه مع عدم التخلي عن حاجات التنمية الاقتصادية وكذلك المساواة والعدل الاجتماعي. ولو تابعنا نماذج التنمية المتبعة حاليا نجد معظمها نماذج تنمية اقتصادية بحتة ، على حساب البيئة الطبيعية والمشاركة الاجتماعية. ويقول إن الاحصائيات الحالية تشير الى ان أن عدد سكان العالم حوالي 7 مليارات نسمة ، 2 مليار منهم لا يتوفر لهم مياه صالحة للشرب ومليار ونصف منهم لا يتوفر لديهم كهرباء ، ومليارات يعانون من الجوع يوميا وهذه جميعها دلائل ومعطيات تؤكد أن مؤشرات التنمية منذ 20 عاما الماضية ( اي من مؤتمر ريو 1992 ) لم تحقق اهدافا تنموية ناجحة، في وقت يتوقع ان يرتفع عدد سكان الكرة الارضية بحلول عام 2050م الى 9 مليارات و نصف مشيرا الى ان اجتماعات مؤتمر ريو +20 ركزت على تحقيق اهداف التنمية المستدامة في ملفين رئيسيين : الاقتصاد الاخضر واعادة هيكلة دور مؤسسات المجتمع المدني. واستعرض المهندس فادن مفهوم الاقتصاد الاخضر هو ان تكون جميع مشاريع التنمية الاقتصادية آخذة وبشكل رئيسي التأثيرت البيئية ، بغرض الحفاظ على الموارد الطبيعية وتخفيف التأثيرات على البيئة ، مشدداً على أهمية اعادة النظر في دور مؤسسات المجتمع المدني في التنمية المستدامة , داعيا الى تكامل الطرفين مع بعضهما لتشكيل منظومة مشتركة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والارتقاء بخدمات المجتمع .