إذا كان تسلق قمم الجبال يُعد عملاً بطولياً للأصحاء فكيف يكون الحال لمن فقد ساقيه ووصل إلى القمة زحفاً على يديه. ذلك ما فعله سبنسر ويست- 31 عاماً- حينما تمكن من بلوغ قمة جبل "كليمنجارو" البالغ ارتفاعها 19,341 قدماً بعد رحلة مضنية و بطيئة و لكنها مذهلة. و قد وُلد "سبنسر ويست" الذي يعيش في منطقة "تورنتو" في "كندا" و هو يعاني من عيب خُلقي بسبب اضطراب وراثي نتج عنه قصور في نمو الجزء السفلي من عموده الفقري و أطرافه السفلية. و عندما بلغ من العمر ثلاث سنوات تم بتر ساقيه إلى حد الركبة ثم بعد سنتين تم بتر كامل الساقين وصولاً إلى منطقة الحوض. و بعدها أخبره الأطباء بأنه لن يتمكن من عيش حياة طبيعية كاملة و لكنه استمر في اثبات العكس لهم طوال حياته. و طوال سنوات راح "ويست" يتدرب ليكون أول شخص بلا ساقين يتمكن من تسلق أعلى قمة في أفريقيا. وبدأ ويست رحلته في الثاني عشر من يونيو الحالي برفقة اثنين من أصدقائه واستغرقت الرحلة سبعة أيام في تنزانيا عبروا خلالها مساحات من الأدغال والمناطق الوعرة و الصحاري. وقطع ويست ثمانين بالمئة من مسافة الرحلة باستخدام يديه ولم يستعن بالكرسي المتحرك المصنوع خصيصاً له إلا إذا كانت طبيعة المكان تسمح بذلك. و في الحقيقة فإن نصف المغامرين الذين يبدأون رحلة الصعود إلى قمة جبل "كليمنجارو" لا يتمكنون من بلوغ القمة التي وصف "ويست" شعوره بعد الوصول إليها بالمذهل. حيث يقول "بدت قمة الجبل و كأنها سراب, فبعد سبعة أيام شاقة وصلنا أخيراً, وبالفعل فالأمر يستحق كل هذا العناء". و يضيف: "لقد كان تسلق هذا الجبل يشكل أكبر التحديات العقلية و الجسدية التي واجهتها و أردت بلوغ القمة ليس فقط لأثبت لنفسي أنني أستطيع ذلك، و لكن لكي ألهم الآخرين بأنهم بالعزيمة و الإصرار يمكن تحدي العقبات والوصول إلى الغايات والأهداف، و قد ساعدني كثير من الناس في هذه الرحلة فوصولي إلى هنا رد الجميل لهم". و قد ساهمت رحلة "ويست" في الصعود إلى القمة في جمع ثلاثمائة ألف جنية استرليني لإحدى الجمعيات الإنسانية لرعاية الأطفال في كينيا.