بدأت الإجازة الصيفية وكثرت حفلات الزواج، وتنوعت أساليب الاحتفال بين أسرة وأخرى، حيث يسعى كلٌ إلى تقديم ما يختلف عن الآخرين، بحثاً عن التميز، والتفرد، وإبهار حضور "ليلة العمر"، ولذلك خرجت الحفلات عن طابعها المألوف، حيث عمد البعض إلى إحيائها بفرق غنائية يتم بثها مباشرة على شاشات كبيرة في قسم النساء، واتجه آخرون إلى التعاقد مع شركات تنظيم الحفلات لتتولى عملية الترتيب معتمدة على أحدث التقنيات والأجهزة بتكاليف أقل، ودقة عمل أكبر، فبدأت بسحب البساط شيئاً فشيئاً من تحت أقدام "الطقاقات"، التي ارتفعت أسعار إحيائهن للحفلات، مع تواضع أدائهن مقارنةً ب"الدي جي"، في حين أنّ بعض الأسر إرتأت البحث عن التميز في حفلاتها بإشراك إخوة العروس والعريس في "الزفة"، وأحياناً يصاحب ذلك فرقةٌ استعراضية من الرجال ترافق العريس إلى قسم النساء، ومع كل هذه المتغيرات تباينت ردود أفعال الحضور للحفلات فمنهم من يرى أنّ الأمر مخالف للعادات والتقاليد، ومن يراه كسراً للروتين والملل الذي أصبح سمة بارزة في حفلات "الزواج". معايشة الواقع بداية ذكرت "مها الهزاع" أنّ المجتمع أصبح يساير كل جديد وحديث، ولم تعد تؤثر العادات والتقاليد في اختياراته للأمور الحديث، كاشفة أنّ نمطاً جديداً بدأ ينتشر في حفلات الزواج، وتمثل في إحياء "عرس" قسم النساء بشاشات يعرض فيها قسم الرجال، حيث تقدم الفرق الشعبية عروضها، مبديةً إنزعاجها من الأمر لكنّها تتقبل الواقع وستعايشه. حفلة استعراضية ورفضت "أم ناصر" تغيّر الحفلات بادخال شاشات العرض على قسم النساء عارضة ما يحدث عند الرجال، كونها حوّلت "العرس" إلى حفلة استعراضية يؤديها الرجال، وأخذت المتعة حفلات الزواج عند النساء، مبينةً خشيتها من تحول حضور الحفلات إلى حضور لمتابعة فلم استعراضي. اعتذار وانتقاد وأشارت "ايمان الحجيلي" إلى أنّ بعض الأسر أصبحت تكتفي بالشاشات التي تعرض قسم الرجال، دون اتاحة الفرصة للنساء بالرقص ومشاركة "العروسة" فرحة الزواج، موضحةً أن العديد من المدعوين ينتقدون الأمر، وصار البعض يعتذر عن الحضور، فيما يحضر آخرون ويغادرون مبكراً؛ نظراً لموقفهم المعارض للتطورات التي طرأت على حفلات الزواج. مسابقة وتحدي وأوضحت "هيفاء الغنيم" أنّ البعض يلجأون إلى هذا النوع من الحفلات بهدف التغيير، مبينةً أنّ الأسر أصبحت تتنافس على تنويع العروض بتكاليف باهضة، وكأنّهم في مسابقة وتحدي، مشيرةً إلى أنّ البعض لم يعد يذهب للمشاركة في الحفلات، بل فقط لأداء واجب تلبية الدعوة دون النظر لجوانب المناسبة. منافسة أسرية ونوّهت "منار فهد" أنّه لا يمكن دثر التطور والعمل به والبقاء على الشئ القديم؛ لأنّ الأسر أصبحت تتنافس ولا تريد أحداً أن يكون أفضل منها في أي أمر، حيث سيشعر أفرادها أنّ العالم يتقدم وأسرتهم متأخرة، مبينةً أنّه على الرغم من موقف بعض الأسر بالرفض لكن التنافس سيجبرها على مسايرة كل جديد. ارتفاع التكاليف ولفتت "مريم صالح" أنّ ارتفاع تكاليف "الطقاقات" دفع بالبعض إلى الاعتماد على "الدي جي"، حيث يعتبر أقل تكلفة وأكثر دقة، فبالتنسيق مع أيّ من الشركات المنظمة للحفلات يمكنك تنظيم حفل مميز بسعر أقل من الفرق الفنية، وكلاهما يؤديان الغرض نفسه، مبينةً أنّ الأمر لم يتنشر حتى الآن بين أفراد المجتمع لكنّ بدأ بالدخول إلى الحفلات، خصوصاً عند الأسر التي تعتبر وجود فرقة تحيي الحفل أمراً أساسياً. أمر عادي وأضافت "سارة بنت عبدالرحمن" أنّ الاستغناء عن فرق النساء الغنائية "الطقاقات" واستبدالها بالدي جي أمرٌ عادي ومتوقع، مبينةّ أنّ بعض الأسر اتجهت إليه لسهولة التحكم في أداءه، إضافة إلى كون تكلفته اقل من الفرق الغنائية، موضحةً أنّ الأسر بدأت تلجأ للتعاون مع الشركات التي توفر جميع المتطلبات دون عوائق لإحياء حفلات "الأعراس"، معتبرةً أنّ إندثار الفرق الغنائية الخاصة بحفلات الزواج بات قريباً، حيث بدأ المجتمع في تقبل فكرة استخدام "الدي جي". كسر الروتين وأبدت "منال الفليج" إعجابها بالتغيّر الحاصل في حفلات الأعراس قائلة: "بالأمس كانت الأعراس مملة، عبارة عن روتين متكرر في كثير من الحفلات، أما الآن أصبح حضورنا لحفلة الزفاف مترقبين فيها لشيء جديد ومبتكر، وفعلاً كل حفلة يكون هناك شيء مختلف، سواءً في الفرقة أو طريقة التنظيم أو حتى ترتيب الفعاليات"، معتبرةً أنّ دخول العريس مع اخوان العروس يضفي على الحفلة طابعاً مميزاً. الماضي والحاضر وأشارت "أم ابراهيم" إلى أنّ حفلات الزواج في الماضي كانت غير متكلفة وعفوية وتستند إلى أساس قوي وهو صلة الرحم، مضيفةً: "الآن أصبح البعض تنافسون على الفنان الذي يُحيي الزواج، ولم نكن بالسابق نرى الرجال في الأعراس، حيث يعد عيباً، أمّا في هذا الوقت أصبح وجود الرجل كأحد عناصر الفرق أساسي، إضافة إلى الاستعراضات التي تتم، وبدأ المجتمع يتغير حتى وصل الأمر لعدم اهتمام البعض بحضور المدعويين بقدر اهتمامه بمن سيحضر لإحياء الحفل". تغيير مطلوب ولفتت "منيرة المدلج" إلى أنّ التغيير مطلوب ليس بالحفلات فقط، بل في كل شيء الأمور الشخصية، والعائلية، والاجتماعية، ولكن مدى تقبل المجتمع لهذه المتغيرات هو الأساس في استمرارها أو اندثارها. شاشات البث المباشر من «قاعة الرجال» وضعت النساء في قلب الحدث تنافس الأسر في إبهار المدعوين بلغ حدّه