لم يكتمل على رحيله الصعب عام ونصف العام حتى كان القاص والكاتب الصحفي الأستاذ محمد المنقري أول من يذكرنا برحيل الأديب الكبير محمد صادق دياب – رحمه الله – وذلك من خلال الكتاب الجديد الذي أعده المنقري عنه ووسمه (في وداع العمدة.. محمد صادق دياب) حيث ضم بين دفتيه الكلمات الحزينة والعبارات المؤلمة والأحرف النازفة على فقد الأديب والإنسان محمد صادق دياب. جاءت هذه المقالات لتطفئ شيئاً من حسرة الفقد وشيئاً من مرارة الفجيعة التي ألمت بأصدقائه وصحبه. يقول الكاتب المنقري في مقدمته للكتاب: عاش حياته هدية للناس، يمنح هذا خانة فرح ويعلق على أبواب من يعرف لحظات لا تنسى من الأحاديث والمواقف، يطوق أعناق الناس بكريم صنعه وبديع مؤازرته فكان (ابن البلد) الذي لا يطعن الآخرين من الخلف ولا يستمتع باجتراح خصوصياتهم ولا يستلذ برؤيتهم يواجهون هبوب عاصفة دون أن تكون أياديه على أهبة الاستعداد لاستضافتهم بروح عربي أصيل تتمثل فيه (أنت رب الدار ونحن الضيوف) فلم أرَ في حياتي شخصاً ترجم هذه العبارة مثله. الكتاب استهل بسيرة ذاتية عن الدياب شملت مولده ونشأته وحياته العلمية والعملية وتجربته مع الكلمة في الصحافة والقصة والمقالة، إلى جانب قصيدة رثائية من صديقة الشاعر عبدالمحسن حليت مسلم والتي منها: وإذا وجهك الحزين توارى عن عيوني فكل عين "دياب" فوادعاً أبا البنات وداعاً أنا لا أنت من عليه الذهاب أنت في مجلس العزاء تعزى أنت من عنده يطول المصاب أنت حي فوق التراب معافى وأنا من عليه يحثى التراب كما شمل الكتاب تقدم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب مجلس الوزراء وزير الدفاع جموع المعزين في وفاة الكاتب محمد دياب وبرفقته الأمير فيصل بن سلمان رئيس الشركة السعودية للأبحاث والتسويق. كما ضم الكتاب أخبار رحيله في عدد من الصحف والمجلات السعودية وعدد من المواقع الإلكترونية وزُيِّن الكتاب بجملة من الصور المختلفة للفقيد مع أقطاب الصحافة ورموز الأدب في المملكة. في حين جاء الجزء الأكبر من الكتاب حاملاً المقالات الصحفية التي ودعت الأديب محمد صادق دياب ومنهم: أحمد محمد محمود، وأحمد صادق دياب، وقينان الغامدي، وسامي خميس، وهاشم عبده هاشم، ومحمد مشاط، وعدنان اليافي، وعلي خالد الغامدي، وعبدالعزيز الصويغ، وعاصم حمدان، وخضر عريف، وعبدالوهاب أبو زناده، وعبدالله الزيد، وحمد القاضي، وتركي الدخيل، وحسين بافقيه، وأحمد العرفج، وعبدالله أبكر، وعدنان صعيدي، وعبدالرحمن العرابي، وعبده خال، وعبدالفتاح أبو مدين، وعمر المضواح، وفاروق بنجر، وسعد الحميدين، وأحمد عسيري، ومحمد علي قدس، وحليمة مظفر، وشريفة الشملان، وفاطمة إلياس، ويحيى باجنيد، ومحمود تراوري، وسوسن محمد دياب وآخرون. يذكر أن هذا الكتاب طبع على نفقة صديقه محمد المنقري الذي لم يخصصه للبيع وفاء منه لأستاذه الدياب يرحمه الله.