تفوح رائحة "الكلاسيكو" من مباراة اسبانيا والبرتغال اليوم "الاربعاء" على ملعب دونباس ارينا في دانيتسك ضمن الدور نصف النهائي من كأس اوروبا 2012 لكرة القدم المقامة حاليا في بولندا واوكرانيا، لكن بطريقة معكوسة، اذ سيتحد نجوم ريال مدريد وبرشلونة لايقاف الثلاثي كريستيانو رونالدو وبيبي وفابيو كوينتراو المدعوم معنويا من مدرب الفريق الملكي ومواطنهم جوزيه مورينيو. وشهد الموسمان الاخيران منافسة ضارية بين برشلونة وريال مدريد الاسبانيين اكان في المسابقات المحلية او في دوري ابطال اوروبا، وكان رونالدو هداف ريال احد ابرز عناصر هذه المواجهة مقابل الارجنتيني ليونيل ميسي، لكن هذه المرة، سيعمل لاعبو برشلونة وريال في المنتخب الاسباني على فك شيفرة "ار 7" في المربع الذهبي من البطولة القارية. وبدأ رونالدو، الذي سجل 60 هدفا لريال في جميع المسابقات هذا الموسم، بداية بطيئة في المسابقة واهدر عدة فرص في اول مباراتين ضد المانيا صفر-1 والبرتغال 3-2، لكنه انتفض بقوة بعد ذلك وسجل هدفي الفوز على هولندا 2-1، ثم هدف التأهل الى نصف النهائي في مرمى تشيكيا 1-صفر. واذا كان مدرب اسبانيا فيسنتي دل بوسكي لم يحضر رسميا الدواء الذي يعطل ماكينة رونالدو، الا ان الظهير الايمن الفارو اربيلوا يدرك ان سهرته ضد زميله في ريال ستكون بالغة التعقيد، وعليه تذكر فقرات التدريب مع الفريق الملكي ليحاول فرملة اللاعب الطائر. واذا كانت الصحف الاسبانية تركز على المواجهة بين رونالدو واخوته الاعداء في مباراة اليوم الحارس ايكر كاسياس وقلب الدفاع سيرخيو راموس واربيلوا وراوول البيول، الا ان حامل اللقب يريد تظهير صورة اوسع لخصمه الذي يشمل عدة نجوم اخرين. المنتخب الاسباني نجح في فك العقدة الفرنسية في ربع النهائي 2-صفر وقبل ذلك تأهل الى ربع النهائي بعدما تعادل في الدور الاول مع ايطاليا 1-1 ثم فاز على ايرلندا 4-صفر وكرواتيا بصعوبة 1-صفر، في مباريات شهدت تألق خط وسطه الضارب المؤلف من تشافي واندريس اينيستا ودافيد سيلفا وتشابي الونسو وسيرجيو بوسكيتس، ما سيعقد مهمة مدرب البرتغال باولو بنتو الذي احترف في ريال اوفييدو الاسباني بين 1996 و2000. ومن التقاليد التي اعتاد عليها الاسبان خلال مشوارهم الناجح في الاعوام الاربعة الاخيرة، هو السماح للاعبين الاستمتاع بيوم من الراحة بعد اتمام واجبهم في المباريات، وهذا ما حصل السبت حين تخطوا فرنسا فنالوا مكافأة الاستمتاع بيوم حر انتهى عند منتصف ليل الاحد. وفي ظل غياب المدرب دل بوسكي واللاعبين الذين قاموا بجولة سياحية في انحاء مدينة غدانسك البولندية، منح الاتحاد الاسباني الاذن لاربعة من الطاقم الفني التابع لدل بوسكي بالرد على اسئلة الصحافيين في مقر "لا فوريا روخا"، وهم مساعد المدرب توني غراندي، مدرب اللياقة خافيير مينيانو، مدرب الحراس خوسيه مانويل اوتشوتورينا وكبير الكشافين باكو خيمينيز الذي يتولى مهام متابعة مباريات المنتخبات المنافسة. وخيمينز سيكون الشخص المسؤول عن تزويد دل بوسكي بشريط فيديو عن البرتغال، وهو كان واضحا تماما حول امر يجب على الاسبان تفاديه: "فكرة ان البرتغال هي رونالدو و10 لاعبين آخرين خاطئة تماما. هذا فريق رائع، وهو دون ادنى شك افضل ما واجهناه حتى الان. رونالدو يقدم مستوى جيدا وهو لاعب مذهل، لكنهم يملكون المواهب في كافة انحاء الملعب. يملكون لاعبين في خط الوسط يتمنى اي فريق في البطولة الحصول عليهما وخط وسط مثلنا يفضل المحافظة على الكرة وتناقلها الى اقصى حد. كما انهم سريعون جدا في الهجمات المرتدة". في المواجهات الاخيرة بين المنتخبين، تفوقت "لا روخا" بهدف وحيد في ثمن نهائي مونديال 2010 بهدف الغائب دافيد فيا في مباراة كان رونالدو فيها مخيبا للغاية، لكن "سيليساو" خرجت فائزة من الدور الاول لكأس اوروبا 2004 بهدف وحيد لنونو غوميش، كما تعادلا 1-1 في نسخة 1984، بيد ان المواجهة الودية الاخيرة خرج فيها بطل العالم مذلولا برباعية نظيفة. وعموما التقى الفريقان 34 مرة، ففازت اسبانيا 15 مرة والبرتغال سبع مرات وتعادلا 12 مرة.