نايف بن عبدالعزيز.. أحد الرجال العظماء الذين تخرجوا في مدرسة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - اكتسب فيها العلم والحلم والحكمة والحنكة والصبر والأناة، فكان عطاؤه في مواقع المسؤولية ممزوجاً بهذه الخلال الرفيعة والصفات الحميدة. نايف بن عبدالعزيز.. آثر مصلحة بلاده وأمنها ورخاءها على راحة فكره وبدنه، فقد أفنى حياته في عطاء متواصل وعمل دؤوب، حيث كان يعمل ما مُعدله (16) ساعة يومياً، من أجل الوصول إلى مرحلة تُلبي تطلعاته في استتباب الأمن واستقرار البلاد، فورث هنالك محبة الناس وتقديرهم وإجلالهم لسموه، وما أجمل أن يتذكرك الناس بعد رحيلك بالخير وجميل الفعال..! نايف بن عبدالعزيز.. ذلكم الجبل الأشم في وجه العواصف والمحن، لم تهتز ثقته بمولاه ثم بجنوده المرابطين في مواقع الشرف، فأدار بالحكمة والمسؤولية ملفات الأمن الداخلي والمخدرات والإرهاب، وفي هذه الأخيرة أجهض عمليات المخربين قبل وقوعها، واجتهد في إصلاح من غُرر بهم في مستنقع الفكر المنحرف؛ فنجح في إنقاذ كثيرين، وكان من قوم إذا ما قدروا عفوا عن التائبين، فلم تغلبه شهوة الانتقام ولا حب التشفي.. نايف بن عبدالعزيز.. رجل الإصلاح وداعم المصلحين، ووجه مشرق في أعمال البر والإحسان والإنسانية، فتراه يتكفل بعلاج المرضى ودين المعسرين والمحتاجين، ويتابع أحوال أسر الشهداء من جنود الوطن، ويُقدم الجوائز السخية لتشجيع النشء على حفظ الحديث النبوي، ولعل ما جاء في آخر وصاياه - رحمه الله - للعلماء والدعاة والآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر؛ ما يُُجسّد حسه الأمني اليقظ، ويؤكد بُعد نظره في تحليل الأحداث والمستجدات على الساحة.. حيث قال: (نحن مستهدفون في بلادنا وأمننا، وإني أدعوكم إلى أن تُدافعوا عن دينكم وعقيدتكم لحماية أبنائكم ومستقبل الأجيال المقبلة). رحمك الله يا نايف بن عبدالعزيز رحمة واسعة، وأسبغ عليك من جوده وكرمه شآبيب المغفرة والرضوان، وألهم ولي أمرنا وإخوته جميل الصبر وعظيم الأجر، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا (إنا لله وإنا إليه راجعون).