لم يكن في حسبان العاملين في التنقيب التابعين لشركة ارامكو ان بحثهم عن الذهب الأسود في الربع الخالي سيقودهم الى سيارة مطمورة بالرمال وأنها تحوي على قبرين لشخصين مجهولين يعتقد انهما يعملان في تهريب العمالة اليمنية الى الأراضي السعودية لغرض العمل والتسول وقد توفيا عطشاً في مجاهيل الربع الخالي. أوضح ذلك ل(الرياض) الدكتور احمد عبدالمعطي اخصائي الطب الشرعي بمركز الطب الشرعي بالرياض وقال انه سيتم تشريحهما ومن ثم معرفة السبب الحقيقي للوفاة جنائي ام عرضي والتعرف على هويتهما بتحديد البصمة الوراثية (DNA). وكشف ان وفيات الصحراء في فصل الصيف تعمل على حفظ وتحنيط الجثة بما تحمله من علامات استعراف ومعالم اصابية لتعرضها المباشر للحرارة الشديدة مع الجفاف مؤكداً انها تبقى على حالتها الطبيعية لسنوات عدة بنفس درجات الهيئة والشكل اما في فصل الشتاء فقال ان الوفاة في فصل الشتاء بفعل انخفاض درجة الحرارة تؤدي الى تحلل كامل الجثة واختفاء علامات الاستعراف والمعالم الإصابية مما يصعب الجزم بسبب الوفاة ان كانت طبيعية ام جنائية. من جانبه اوضح الاستاذ صالح الدخيل نائب المشرف على مركز الطب الشرعي لشؤون الوفيات انه عند المعاينه بالموقع كشف عن وجود قطعة كف احد اليدين مدفونة في السيارة لاحد المتوفين بالإضافة الى دفترة عائلة يعتقد انها تخص احد المتوفين. وكانت «الرياض» قد نشرت في عدد يوم الأربعاء 15 جمادى الأولى 1426ه الموافق 22 يونيو 2005م. عن عثور عمال من الصنيين يقومون بأعمال التنقيب على السيارة وبداخلها شخصين متوفين وقد طمرت الرمال السيارة. وقد قام فريق من الاختصاصيين مع طيارين من الدفاع المدني بمتابعة الحالة واستخراج السيارة وانتشال الجثث وتسليمها من اجل تشريحها والتعرف عليها وتحديد اسباب الوفاة.