لم يتفاجأ أحد عندما تناقلت وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الجديد وكل الدنيا خبر اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز يحفظه الله ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزارء بالإضافة إلى مهام عمله وزيراً للدفاع. ذلك أن هذا الرجل تنطبق عليه بحق المقولة الشهيرة (الرجل المناسب في المكان المناسب)، وهذا الاختيار الحكيم هو اختيار المحب لوطنه وشعبه، المراعي لمصالح أمته، الساعي لرفع مملكته واستقرارها وأمنها وأمانها. ذلك أن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ليس بالشخصية العادية التي يمكن لنا أن نحيط بكنهها في بضعة أسطر، أو بضع فقرات، فسلمان الأمير، وسلمان الإنسان، وسلمان القائد، وسلمان الإداري، وسلمان المؤرخ، وسلمان الخبير بالرجال، هو شخصية فريدة، ورمز له من الخلال والصفات والمزايا ما لا تحيط به بضع كلمات. إن فترة إمارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان لمنطقة الرياض كانت بحد ذاتها مدرسة لفن الحكم والإدارة، كان الأمير خلالها نعم الأمير، ونعم الإداري، ونعم القائد، شعر بعظم المسؤولية فتفانى في خدمة دينه ومليكه ووطنه، وبذل من جهده ووقته وفكره الكثير، حتى أثمر ذلك تقدماً وحضارة ورقياً شهد به الجميع، وتواصلت هذه الصفات في منصبه وزيراً للدفاع، فالمتابع لنشاطات وزارة الدفاع منذ توليه لها يلاحظ همة ذلك الرجل الذي وضع نصب عينيه أمن وطنه ومواطنيه، فردع كيد الحاقدين، وأذى الكارهين. إن من يحظى بشرف لقاء الأمير أو التحدث إليه يخرج بنتيجة واحدة لا تختلف باختلاف الأشخاص الذين تشرفوا بلقائه، فهو شخص مهاب ومع ذلك فهو قمة في تواضعه، وهو رجل مثقف من طراز فريد ومع ذلك يظل يستمع لمحدثه بإنصات واهتمام حتى ولو لم يأت محدثه بجديد. إن الانبهار بشخصية الأمير هو القاسم المشترك بين من كان لهم شرف الالتقاء به، وهذه حقيقة يعرفها الجميع، فنحن أمام شخصية فريدة بحق! وها هو - حفظه الله - ينال ثقة خادم الحرمين الشريفين باختياره ولياً للعهد، ليمتد بذلك سجله المشرف خلال توليه منصب إمارة أهم مناطق المملكة واسطة عقد الدولة منطقة الرياض، وبعد ذلك وزيراً للدفاع خلفاً لأخيه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله ، ليكون أميناً على أمن الوطن، وحامياً لحدود البلاد، وعضداً ومساعداً لأخوه خادم الحريم الشريفين، فهو خير خلف لخير سلف، وهنيئاً للوطن بهذا الرجل الفذ. ونحن في جامعة المجمعة نكن لهذا الأمير المحبوب مشاعر الحب والتقدير والامتنان، فقد كان - حفظه الله - داعماً لجامعة المجمعة على جميع المستويات، كان نعم المرشد والموجه والمشجع والداعم، وذلك حين تشرف وفد من الجامعة برئاسة مدير الجامعة الدكتور خالد بن سعد المقرن بلقاء سموه والتحدث معه، وعندما بدأنا في إنشاء معهد للدراسات والخدمات الاستشارية التابع لجامعة المجمعة، والذي يقدم خدماته البحثية والاستشارية للقطاعات العامة والخاصة، كنا نتطلع لأن يشملنا صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز بكرمه بموافقته على أن يحمل المعهد اسمه الكريم، فتقدمت إدارة الجامعة بطلبها لسموه الكريم، وكعادته في الدعم والتشجيع وافق على ذلك فكانت موافقته فألاً مباركاً على المعهد، انعكس على مشاريع المعهد ونشاطاته، فأصبح لمعهد الأمير سلمان للدراسات والخدمات الاستشارية منزلته الكبيرة، وحضوره الفاعل، ونشاطاته المثمرة، وخطا خطوات ثابتة نحو التقدموالنجاح. لقد كان شرفاً كبيراً لنا في جامعة المجمعة أن نحظى بهذه المنزلة من سموه الكريمة فتسمية المعهد باسم سموه يعد تشريفاً لجامعة المجمعة، وتعبيراً عن الحب المتبادل بين الجامعة ومنسوبيها وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز. ونحن في معهد الأمير سلمان للدراسات والخدمات الاستشارية بجامعة المجمعة نسعى بكل قوة لأن نكون على مستوى هذا التشريف، فنبذل الغالي والنفيس من أجل الرقي بالمعهد للمستوى الذي يليق بمن يحمل المعهد اسمه. *عميد معهد الأمير سلمان للدراسات والخدمات الاستشارية مستشار مدير جامعة المجمعة