رحل الرجل الكبير، بفكره، بعاطفته، بعطائه، بوقته، بحبه، رحل رجل الأمن الأول في بلاد الحرمين. رحل القائد الفذ، رحل المحنك الأصيل، رحل نايف بن عبدالعزيز. رحل وأفضى إلى ما قدم، وإنا لفراقك يا نايف لمحزونون. رحل نايف وبكته الملايين من أبناء هذا الشعب العظيم. رحل أميرنا في الأمن، ورحل أميرنا في الدفاع عن السنة المطهرة، ورحل خادم السنة النبوية في أرض الحرمين، رحل أمير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. رحل المخلص لدينه، رحل المخلص لوطنه، رحل المخلص لمليكه. رحل المخلص لشعبه، رحل المخلص لأمته العربية والإسلامية. رحل بعد أن قدم الخير لأمته في سبيل ربه عز وجل. إننا والله نبكي أنفسنا ونحزن لفقده فهو سيد من سادات هذه الأمة العربية والإسلامية. مضى الأسد إلى رحمة الله وخلف لنا أسوداً سيسيرون بإذن الله - على نهجه القويم، فعزاؤنا فيه ما ورثه لنا من فكر نير، ورأي سديد، واستشراف لمستقبل صعب، فقد أسس - رحمه الله - الكثير من القواعد العامة، والأصول الثابتة، في مختلف مجالات الدولة والتي أنارت للمسؤولين دروبهم ولا مكان فيها للشك أو الاختلاف فمهندسها رجل جمع المجد من مكانه الأصيل. رحل من الدنيا وعزاؤنا أن هذا حالها فهي دار الرحيل ولا يبقى فيها أحد من البشر على الدوام (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)، وكما قال أبو البقاء الرندي: وهذه الدار لا تبقي على أحد ولا يدوم على حال لها شأن رحمك الله أيها الأمير الجليل، وأسكنك فسيح جناته، إنا لله وإنا إليه راجعون. * مدير معهد النور للمكفوفين بمنطقة الرياض