هناك دورتان اقتصاديتان تمر على قطاعات الاستثمار العقاري بمختلف أنواعه الثلاثة أولهما الدورة الاقتصادية المعروفة والتي تكون بمعدل عمر من 5 إلى 7 سنوات يمر فيها الاستثمار العقاري في بدايتها بتحسن ثم انتعاش وينتهي بالركود وهذا الأمر مثبت وعلمي، ولكن هناك أيضاً دورة اقتصادية ولكنها سنوية تمر على الاستثمار العقاري وهي فترة الصيف حيث يعتريه ركود نسبي مؤقت مدته لا تقل عن شهرين ولا تزيد عن ثلاثة أشهر يكثر فيه العرض ويقل فيه الطلب بسبب موسم الإجازات وانشغال المستثمرين الكبار بترتيب إجازاتهم السنوية، ويخلق هذا الركود المؤقت فرصة للبعض للحصول على فرص استثمار عقاري مجدية مستغلين حاجة بعض ملاك العقارات للبيع خلال فترة الصيف ما يجعلها فترة ذهبية لهؤلاء المستثمرين. إن هذا السبات السنوي للاستثمار العقاري برأيي يعتبر ظاهرة صحية للسوق فالنشاط العقاري الذي يصل إلى ذروته خلال مواسم الشتاء والربيع يجب أن يأخذ فترة استراحة ما يجعل قطاع التطوير العقاري هو المفضل لدى الأغلبية لثباته وقلة تضرره في فترة السبات ما يسهم في خلق مطورين عقاريين لتفضيلهم هذا النوع من الاستثمار لقلة مخاطره، ويقومون بتطوير وحدات سكنية تدخل في حل أزمة السكن وتقلل عدد المضاربين العقاريين الذين بكثرتهم يتضرر الاقتصاد وذلك بأنهم يرفعون أسعار العقارات دون فائدة. وفي هذه الفترة أنصح المستثمرين بأن يدرسوا الفرص الناجمة أثناء جميع حالات السوق طوال العام وذلك بالتفكير خارج الصندوق عبر عدم تركيز توقيت استثماراتهم العقارية في أوقات الذروة فقط كما أن لدراسة نوع المشروع العقاري الذي يخدم المستهلك بشكل مباشر دون مبالغة في الأرباح أمر أيجابي ليس فقط على الإقتصاد وإنما يحد من مخاطر استثماره العقاري.