أعلن أمس في دبي عن إطلاق فعالية معرض الشرق الأوسط للطاقة الشمسية، الأمر الذي يعكس التركيز الكبير في المنطقة على تطوير مرافق توليد الطاقة الشمسية، من خلال ما لا يقل عن عشرة مشاريع كبرى تبلغ قيمتها الإجمالية 6.8 مليارات دولار في كل من الإمارات والكويت وعمان ومصر والأردن والمغرب. وتواصل الإمارات ريادتها للقطاع ضمن استراتيجيتها الرامية إلى تقليل الاعتماد على توليد الطاقة من الوقود الأحفوري، والتي يتميز فيها مشروع شمس 1 في أبوظبي، وهو أكبر مشروع معمل لتوليد الطاقة الشمسية في العالم، والمتوقع اكتماله في أغسطس 2012. وينطلق المعرض في فبراير المقبل في دبي التي تشهد إقامة مجمع آل مكتوم للطاقة الشمسية بقيمة 3.2 مليارات دولار، والمقرر بدء إنشائه عام 2014 ليصل ذروة الطاقة الإنتاجية البالغة 1,000 ميغاواط بحلول عام 2030. ومن المشاريع الأخرى المقرر إقامتها في المنطقة مشروع استعادة النفط المحسن بالطاقة الشمسية إي. أو. آر. بقيمة 150 مليون دولار في سلطنة عمان، والذي يبدأ العمل في إنشائه العام المقبل، إلى جانب مشروع محطة الطاقة الشمسية في كوم أومبو بمصر، والذي ستبلغ طاقتها الإنتاجية 100 ميغاواط وتكلفة إنشائها 525 مليون دولار أمريكي. ومن المقرر بدء إنشاء المحطة في العام 2013. فيما أنشأت السعودية محطات ذات طاقة إنتاجية منخفضة للطاقة الشمسية حتى الآن، وتخطط لاستقطاب استثمارات بقيمة 109 مليارات دولار في المستقبل لإيجاد قطاع توليد الطاقة الشمسية ويساهم في إنتاج ثلث حاجة البلاد من الكهرباء، أي ما يعادل 41 ميغاواط بحلول العام 2032. ويأتي تدفق المشاريع والخطط الجديدة في المنطقة، وفرص الأعمال التي تتيحها تلك المشاريع، ليكون محور النسخة الأولى من معرض الشرق الاوسط للطاقة الشمسية، والذي يقام في الفترة بين 17 و19 فبراير 2013 في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض. ويقام المعرض على مدى ثلاثة أيام إلى جانب معرض الشرق الأوسط للكهرباء، ومن المتوقع أن يستقطب أكثر من 150 مورداً لمنتجات الطاقة الشمسية من مختلف أنحاء العالم، وممن يبحثون عن فرص الاستثمار في الأسواق الواعدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ووفقا لتقرير حديث أصدرته "غلوبال داتا" فإن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعتبر الوجهة المقبلة لمشاريع توليد الطاقة الشمسية والتي تستقطب كبرى الشركات في العالم، حيث يتوقع الخبراء أن تكون كل من الإمارات والسعودية والمغرب والجزائر والأردن من أهم الدول التي تعمل على تعزيز ذلك النمو. وتقول مدير معرض الشرق الأوسط للطاقة الشمسية أنيتا ماثيوز: تتمتع منطقة الشرق الأوسط بمكانة مثالية تؤهلها للاستفادة من التقنيات الشمسية بفضل ظهور الشمس لمدة 9 ساعات يومياً في المتوسط، ولهذا فإن حكومات المنطقة تستثمر مبالغ ضخمة في تطبيق تقنيات توليد الطاقة الشمسية. وأضافت: قررنا إطلاق معرض الشرق الأوسط للطاقة الشمسية ليكون فعالية متخصصة تخدم القطاع تجاوباً مع الارتفاع الكبير في عدد المهتمين بالطاقة الشمسية بين العارضين والزوار في معرض الشرق الأوسط للكهرباء. وتابعت: فيما يتوقع أن يشهد قطاع توليد الطاقة الشمسية في المنطقة نمواً هائلاً في السنوات المقبلة مع دخول التقنيات الجديدة إلى الأسواق، فالوقت مثالي تماماً لإطلاق معرض الشرق الأوسط للطاقة الشمسية 2013، ونتطلع إلى تحقيق نجاح ضخم في العام الأول. ويحظى معرض الشرق الأوسط للطاقة الشمسية بدعم رسمي من قبل الجمعيات الشريكة في القطاع والجمعية السعودية للصناعات الشمسية والجمعية الإماراتية لقطاع الطاقة الشمسية. من جانبه، قال مؤسس الجمعية السعودية للصناعات الشمسية ورئيس مجلس إدارتها براونينغ روكويل: قطاع توليد الطاقة الشمسية مرشح لنمو كبير في المملكة العربية السعودية وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وينعكس ذلك في المجموعة الكبيرة من الإعلانات التي أصدرتها حكومات المنطقة التي تبين خططها للاستفادة من الطاقة المتجددة، فقد أعلنت كل من السعودية وعمان والكويت عن خطط لإنتاج ما لا يقل عن 10 بالمائة من طاقتها من مصادر متجددة وشمسية بحلول العام 2010، بينما وضعت الأردن ومصر والجزائر أهدافا مماثلة. وأضاف: تسعى الجمعية إلى الشراكة مع معرض الشرق الأوسط للطاقة الشمسية 2013 في دبي وان توسع نطاق تلك الشراكة تماشياً مع نمو القطاع في المنطقة وبروز العديد من الفرص أمام شركات القطاع الخاص العاملة في مجال الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة. كما يتضمن معرض الشرق الأوسط للطاقة الشمسية مؤتمراً متخصصا يتحدث عن أبرز التحديات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط فيما يتعلق بالاستفادة من الموارد المتجددة وجعلها جزءاً أساسياً من شبكات الطاقة الإقليمية.