كشف منظمو معرض الشرق الأوسط للكهرباء، عن «خطة طموحة لإنشاء شبكة ربط كهربائي عبر القارات تبلغ كلفتها 400 بليون يورو، تعتمد على مصادر الطاقة الطبيعية، مدعومة ببناء معامل وحقول للطاقة الشمسية في منطقة الخليج وأفريقيا، وتُربط بمعامل لإنتاج الطاقة في الدول الاسكندينافية ومنطقة جبال الألب الأوروبية، فضلاً عن توربينات هوائية لتوليد الكهرباء، ومرافق توليد الطاقة من المياه في منطقة البلطيق وبحر الشمال. وتشمل الخطة بناء معامل وحقول مولدات من الطاقة الشمسية عبر المناطق الصحراوية في دول مجلس التعاون الخليجي، وربطها بشبكات مع بقية مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومناطق جنوب أوروبا. وأشارت دراسة لمجموعة «برايس ووترهاوس كوبر»، إلى إمكان «استغناء أوروبا وشمال أفريقيا عن الاعتماد على الوقود الأحفوري بحلول عام 2050 مع توافر التكنولوجيا اللازمة للاستفادة من الموارد الطبيعية المستدامة لإنتاج الطاقة. وتبني شركة «سولار مالينيوم» الألمانية، في إطار مبادرة لتأمين الطاقة الكهربائية من أشعة الشمس، معملاً في مصر لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بطاقة 150 ميغاواط، يؤمل أن «يشكل نموذجاً في تشييد معامل مشابهة لحقول الطاقة في المناطق الصحراوية في المنطقة. ويُتوقع أن تُنفذ مشاريع مماثلة في المغرب معتمدة على مصادر الطاقة الطبيعية، إذ تربط شبكتها الكهربائية حالياً بكابل بحري مع إسبانيا. وطُرحت المبادرة في ألمانيا عام 2009، بمشاركة شركات «ميونيخ ري إي اون» و «سيمنز» ومؤسسة «ديزيرتك» غير الربحية. ولفت رئيس المجلس الرقابي للمؤسسة العالمية غيرهارد كنيز، إلى أن «الصحراء تتلّقى عادة في فترة ست ساعات، طاقة من أشعة الشمس تفوق ما يستهلكه الإنسان في خلال عام». وتضمنت مبادرة «ديزيرتك» دراسة المواضيع المتعلقة بسياسة العمل على مدى ثلاث سنوات مع الاتحاد الأوروبي ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لتأمين التمويل المثالي للاستفادة من الطاقة المتجددة ونقلها من الصحراء إلى أوروبا. وأشارت مديرة معرض الشرق الأوسط للكهرباء أنيتا ماثيوز، إلى «تحديات تواجه المبادرة أبرزها تأمين الدعم المالي اللازم لمشاريع الطاقة المتجددة، بكلفة تنافسية في مواجهة إنتاج الطاقة من طريق الوقود الأحفوري». وأوضحت أن هذه الخطة التي يشارك فيها تحالف من الحكومات الأوروبية ومنظمات غير حكومية، ومؤسسات صناعية «تهدف إلى تأمين نحو 15 في المئة من حاجات قارة أوروبا والشرق الأوسط من الكهرباء المنتجة باستخدام الطاقة الشمسية بحلول عام 2050». وأعلنت ماثيوز أن خطة «ديزيرتك» ترى أن العالم «بدأ يدرك إمكانات منطقة الشرق الأوسط الكبيرة، في أن تصبح في طليعة الدول المنتجة للطاقة المتجددة». ولفتت إلى أن المملكة العربية السعودية تخطط لتصبح أحد مُصدري الطاقة الشمسية إذ تبني المعمل الأول لإنتاج الكهرباء من طاقة الشمس. وتجري قطر محادثات جدية مع مستثمرين لإنشاء مشروع للطاقة الشمسية بكلفة بليون دولار. وتخطط سلطنة عُمان والكويت وسورية والأردن وإيران والعراق لتنفيذ مشاريع مماثلة». ورأت ماثيوز ضرورة أن «تبرهن دول المنطقة، قبل التفكير في أن تصبح جزءاً من الخطط الطموحة لتصدير الطاقة الكهربائية المنتجة بالطاقة الشمسية إلى أوروبا، عن قدرتها في تبادل هذه الطاقة ونقلها في ما بينها، من خلال مشاريع تطويرية تنفذها دول مجلس التعاون الخليجي لربط الطاقة مع الدول العربية المجاورة ونقلها».