الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - كان ولا يزال رجل المواقف، ورجل العمل الخيري، والإنساني، والاجتماعي، كما كان ولا يزال قريباً من كل جهد يُفضي إلى إسعاد المجتمع فقراء وأغنياء، مواطنين ومقيمين، وقريباً من كل عمل يحقق الخير للجميع في كل شؤون حياتهم، واعتزازاً من سموه -حفظه الله- وعشقه للعمل الخيري فإنّه لم يكن طيلة جهده في مجال العمل الخيري رئيساً شرفياً للعديد من الجمعيات، والهيئات، واللجان، بل كان رئيساً وعضواً فاعلاً وحاضراً ومتواجداً في جميع مناسباتها الرسمية، ومجتهداً في رسم وبناء أهداف كل تلك المؤسسات الخيرية، وداعماً لها بما يساعدها في أداء مهامها وواجباتها، ومحفزاً من خلال هذا الدعم الكثير من الوجهاء ورجال الأعمال على البذل والمساهمة في دعم جهود تلك المؤسسات الخيرية. الخروج من الرؤية التقليدية خرج من «تقليدية العمل» إلى تلمس احتياجات المستفيدين ميدانياً وصولاً للتكافل الاجتماعي وحينما عُرف العمل الخيري بأنّه منصب في مناشط الجمعيات الخيرية وجهودها الإغاثية في دعم الفقراء ومواساة أحوالهم، وتفاعلاً مع متطلبات الحاضر فقد كان الأمير سلمان بن عبدالعزيز موجهاً، ومباركاً، لتأسيس الكثير من الجمعيات الخيرية والإنسانية التي تحمل في طبيعة مناشطها وأهدافها تنويعاً لثقافة العمل الخيري والإنساني والاجتماعي؛ لتخرج من ملزمة وإطار الرؤية التقليدية، لنجد في ساحة العمل الاجتماعي والإنساني الذي بناه سموه على سبيل المثال "مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم" التي رأس سموه مجلس إدارتها، حيث ينضوي تحت هذه المؤسسة كل من جامعة الأمير سلطان الأهلية، وواحة الأمير سلمان للعلوم، كما أنّ سموه الكريم هو المؤسس ورئيس "الجمعية العمومية لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة"، وهذا المركز يعتبر من أهم المراكز الإنسانية الخيرية التي تبحث في أسباب الإعاقة وعلاجها وتقديم الخدمات الإنسانية المساندة للمعوقين، وكان سموه الرئيس الفخري ل"جمعية الأمير فهد بن سلمان لمرضى الفشل الكلوي"، حيث أسست هذه الجمعية بمبادرة من سموه بناءً على ما لاحظه من ارتفاع لافت وكبير في حالات مرضى الفشل الكلوي في المملكة، وهذه الجمعية أيضاً تأتي ضمن باقة التنويع في نشاط العمل الخيري، حيث أنّ هذه الجمعية تقدم خدمات طبية واجتماعية هامة لمرضى الفشل الكلوي، كما تقدم النصائح لتجنب الإصابة بمرض الفشل الكلوي، وكذلك الأبحاث الواسعة في هذا المجال والمساعدة والعمل التنسيقي بين المراكز المماثلة على مستوى المملكة ووضع المعايير المنظمة لهذا العمل. الأمير سلمان مستقبلاً أعضاء مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة التكافل الاجتماعي وكان سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز الرئيس الفخري ل "المركز السعودي لزراعة الأعضاء"، وهذا المركز يعتبر من المراكز النوعية في جهود زراعة الأعضاء لتخفيف معاناة مرضى الفشل العضوي من خلال توفير أعضاء حيوية من أجل إنقاذهم -بإذن الله-، كما أنّ هذا المركز يعزز من ثقافة مبدأ التكافل الاجتماعي والإيثار بالتبرع بالأعضاء بعد الوفاة كصدقة جارية، هذا إلى جانب تقديم خدمات للقطاع الصحي والمجتمع، حيث يرعى سموه بكل فخر واعتزاز هذا المركز ومراكز أخرى يأتي من ضمنها في إطار العمل الخيري لسموه رئاسة مجلس إدارة "جمعية الأمير سلمان للإسكان الخيري" التي تهتم بإنشاء المجمعات السكنية وتهيئتها لاحتضان المحتاجين ومساعدتهم على تنمية قدراتهم الذاتية للخروج من دائرة الفقر، ومنحهم الاستقرار بتوفير السكن المناسب لهم والذي يأتي في إطار المشاركة في التنمية المتكاملة اقتصادياً، واجتماعياً، وعمرانياً، من خلال تقديم منظومة متكاملة من البرامج التنموية التي تساهم في الحد من المظاهر السلوكية السلبية المنتشرة في أوساط الفقراء، والتي يحرص سموه من خلال هذا الجهد ومن خلال هذا المركز على احتواء الأسر الفقيرة في بيئة مناسبة لهم، عبر إيجاد وقف مؤسسي دائم لا يعتريه ما يعتري الأوقاف غير المؤسسية من اندثار، تجسيداً للصدقة الجارية، وهذه فلسفة أخرى تقدم صورة من صور الرقي بالأهداف وصولاً إلى تنمية مجتمعية تحقق واحدة من أهم معطيات التكافل الاجتماعي التي وضعها سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز نصب عينيه في كل أعماله الإنسانية والخيرية، والتي منها رئاسته لمراكز وجمعيات وهيئات أخرى متنوعة ومتطورة الأهداف تعنى بتطوير العمل الاجتماعي ومعززاته، والعناية بالمرضى وتوفير البيئة الصحية والعلاجية اللازمة لهم، والارتقاء بالخدمات الإسعافية، ودعم أبحاث الإعاقة والأمراض الوراثية والإعاقة الحركية للكبار، إلى جانب أمراض السمع والتخاطب والمكفوفين ورعاية الأيتام، ومساعدة الراغبين في الزواج، وأعمال البر الخيرية المتنوعة، وفي مقدمة هذه الجهود تشرفه برئاسة الجمعية الخيرية لحفظ القرآن الكريم. لجان عالمية وفي إطار هذه الجهود الخيرية والإنسانية التي يبذلها سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وفي إطار هذا التنوع الراقي في الأهداف والغايات، يشعر المتابع لجهود سموه أنّ هناك ولعا وشغفا كبيار لدى سموه في تكريس معطيات البذل والعطاء الإنساني، عبر عناوين حقيقية لا يمكن رصدها إلاّ من خلال موسوعة تليق بهذا الجهد الذي يملأ سماء وتراب الوطن ليتجاوزه إلى فضاء العالمية، من خلال رئاسة سموه لعدد من الجمعيات والهيئات الخيرية والإنسانية التي قدمت العديد من المشروعات والمبادرات الإغاثية منها على سبيل المثال -لا الحصر- ترأس سموه لجنة التبرع لمنكوبي السويس عام 1956م، وفي ذلك العام ترأس سموه اللجنة الرئيسية لجمع التبرعات للجزائر، كما رأس سموه عدداً من اللجان الشعبية لمساعدة أسر شهداء الأردن عام 1967م، ولجان لمساعدة الشعب الفلسطيني، وأخرى لإغاثة منكوبي الباكستان عام 1973م، ولدعم المجهود الحربي في مصر عام 1973م، ودعم المجهود الحربي في سوريا، إلى جانب هذه الجهود يواصل سموه قيادة العمل الإغاثي والإنساني والخيري في عدد من الدول الشقيقة والصديقة ضمدت جراح المتضررين في بلاد مثل السودان، واليمن، وبنجلادش، والبوسنة والهرسك، ومتضرري الزلزال في مصر، وإيواء الكويتيين نتيجة الغزو العراقي للكويت عام 1990م، وترأس سموه لجنة جمع التبرعات لإنتفاضة القدس عام 2000م. كرم وخلق رفيع وإذا كان لسموه جهود مشهودة ومشكورة في مجال العمل الخيري والإنساني والاجتماعي في إطار العمل المؤسسي المنظم، فإنّ سموه صاحب أيادٍ بيضاء ومكارم شخصية خص بها على الدوام عدد كبير من أبناء الوطن من الفقراء، والضعفاء، والمحتاجين، والمتضررين، والمنكوبين، كما أنّ لسموه مواقف إنسانية في إطار الوجاهة تعبر عن كرم وخلق رفيع، ومن هنا فإنّ سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز يظل مضرباً للمثل في هذا الوطن المعطاء، حيث جمع بين مسؤوليات العمل الوظيفي -على قدر أهميته- والعمل الخيري المتنوع والمتلون بكل عناوين العطاء والإبداع على حساب وقته وجهده، ولا شك أنّه في ذلك لا يرجو سوى رب العالمين الذي نسأله أن يجزيه خير الجزاء عن عطائه وجهوده الخيرية والإنسانية. .. وهنا يدشن برنامج غسيل الكلى