قال مدير جامعة سلمان بن عبدالعزيز بالخرج معالي الدكتور عبالرحمن بن محمد العاصمي في لحظة حزينة حيّرت الأبصار، فوجئنا بالنبأ الأليم الذي أدهش أفكارنا، واتّقدت له القلوب أسى وحسرة، وجرت المدامع حزنا تنعى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته. لقد مضى أمير الأمن والأمان، أمير الإنسانية والعدل، الأمير المفضال، الذي أعطى للوطن من نفسه ووقته وصحته وكفاءته الكثير مما تنوء به همم الرجال الأقوياء، أعطى – بعد توفيق الله تعالى – أماناً لطالما سهر عليه، وناضل طويلاً من أجل المملكة، ولم يرضَ من نفسه وإمكاناته إلا أن تكون المملكة على أعلى مستوى من الأمان والاستقرار، فكان له – والحمد لله – ذلك، وتفيأنا طمأنينة قل نظيرها لدى الآخرين، وسنبقى بإذن الله كذلك، لأن سموه رحمه الله أسس لها إدارة مخلصة، ورجالاً أوفياء، أعانوه في حياته، وسيكملون المسيرة بعد رحيله. وعلى الرغم من همّه الأمني، وجدناه - رحمه الله - رجلاً منفتحاً على كل أبواب الخير، يدعو إلى المناصحة، ويؤسس مراكزها، ويستقطب من خلالها الشباب، ويأخذ بأيديهم إلى جادة الحق والصواب، لأنه كان يسعى للبناء بكل معانيه: بناء الوطن الشامخ، وبناء الإنسان الصالح، وبناء المجتمع المتكاتف. فهو منذ توليه مهامه في الدولة ومسؤولياتها في إمارة منطقة الرياض ثم في وزارة الداخلية حارس أمين للوطن والمواطن بذل نفسه ووقته وفكره من أجل أن ينعم الناس في هذا البلد المبارك بنعمة الأمن، وفي أمانة اللجنة العليا للحج حريص على راحة ضيوف الرحمن وصحتهم وأمنهم وأدائهم هذه الشعيرة بطمأنينة تامة، وفي المجلس الأعلى للإعلام رجلٌ أريحي متسم بالشفافية والوضوح، وعلى الصعيد الإنساني والخيري ترأس العديد من لجان الإغاثة داخل المملكة وخارجها، كما أن باعه طويلة في الشق العلمي والأكاديمي، فهو الداعم للعديد من المعاهد والأقسام والكراسي العلمية التي تعنى بالفكر والصحة والدراسات الإسلامية والتنمية الاجتماعية والوحدة الوطنية. نعم.. هكذا كان - رحمه الله -، وهذا غيض من فيض سجله الحافل بكل خير، والمسجّل لكل معاني الأصالة والشجاعة والحكمة. لذا عظُمت الخسارة برحيله، واشتد المصاب بفراقه. ولا يسعني وهذه الحال إلا أن أبعث بأحر التعازي وصادق المواساة ونيابة عن كافة منسوبي الجامعة إلى قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله -، ولصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وإلى أسرة الفقيد الغالي وكافة أفراد الأسرة الملكية الحاكمة، سائلاً الله تعالى أن يلهمهم الصبر والسلوان، كما أعزي نفسي وكل من ينتمي إلى هذا الوطن، ويرفل في حُلل خيراته وأمانه، داعياً الله تعالى للفقيد الكبير صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز أن ينزله منزلاً كريماً، ويرفع درجته في المهديين.