أكد معالي مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور خالد بن صالح السلطان أن الأمير نايف بن عبدالعزيز رحل بعد أن أدى الأمانة خير أداء، وبعد أن سطر التاريخ إنجازاته بمداد من نور. مضيفاً أن الأمير نايف بن عبد العزيز كان طيلة عقود في قلب الأحداث الكبيرة، شاهدا ومؤثرا في أهم لحظات التحول التاريخية التي مرت بها بلادنا حرسها الله، فكان رجل الملفات الصعبة وصاحب مواقف البطولة. وقال " رحل عنا نايف ليعم الحزن أرجاء الوطن الذي فقد أحد أهم رجالاته، وأحد أكثرهم إخلاصا، ولكن عزاءنا فيه، أن تأثيره باق فينا، وذكراه مستمرة، لأنه أسس نماذج عمل، وترك لنا مناهج مؤسسية تستفيد منها الأجيال، كان إطارها العام الإخلاص وحب الوطن ووضع مصلحته فوق الجميع. مشيداً بتميز الأمير الأمير نايف الذي حمل المسؤولية في سن مبكرة جدا، وخدم والده –رحمه الله- وكان نعم المعين لإخوانه الملوك، فكسب ثقتهم، وشغل العديد من المناصب، وترأس وشارك في العديد من اللجان الإدارية. وأشار إلى أنه عندما يذكر نايف، نتذكر معه إحدى أهم مزايا هذه البلاد، وهي ميزة الأمن والأمان التي أنعم بها الله علينا، التي أسس نايف بن عبد العزيز منظومتها الشاملة. وتعتبر قصة نايف بن عبد العزيز مع الأمن قصة فريدة تحتاج لوقفات طويلة، فقد أسس -رحمه الله- نموذجاً أمنياً متكاملا يشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والسياسية. وفي ظل المناخ الأمني الذي ساهم بشكل كبير في توفيره - بعد توفيق الله- حتى انطلقت بلادنا في مسيرة تنموية متسارعة وحققت منجزات تنموية عملاقة على جميع الأصعدة. وأضاف د. السلطان أن العالم أجمع يشهد للأمير نايف بن عبدالعزيز بالحنكة والدراية في تصديه للإرهاب من خلال تطبيق نظريات أمنية عرفت باسمه كان أهمها اهتمامه بالأمن الفكري ومواجهة الفكر المتطرف بالفكر المعتدل المتوازن، وقد كان ذلك سلاح هذه البلاد في القضاء على التطرف وتجفيف منابعه، لتصبح المملكة إحدى أكثر دول العالم أمنا واستقراراً، وليثبت للعالم أن المملكة بلاد تعتمد الحوار ومخاطبة القناعات بأساليب فكرية راقية. ولم يعرف مواطنو المملكة نايف من خلال وزارة الداخلية فقط، فقد كانت قامته وقدراته ورغبته في خدمة دينه ووطنه أكبر من أن تحده مسؤوليات الوزارة، فكان على رأس الهيئات واللجان وكان مهتما وقريباً من كل ما يمس مواطني هذه البلاد والمقيمين فيها وزوارها وحجاج بيت الله. كما ارتبط اسم سموه الكريم بالنجاحات الكبيرة التي حققها في خدمة ضيوف الرحمن من خلال ترؤسه للجنة الحج العليا، كما كان سموه نشطاً في الأعمال الخيرية، وكان مشرفاً عاما على اللجان والحملات الإغاثية والإنسانية. وأضاف د. السلطان أن الأمير نايف - رحمه الله- آمن بأهمية التعليم بشقيه العام والعالي بصفته أحد أهم محركات التنمية والنهضة من جهة، وبصفته أهم ركائز الأمن الفكري من جهة أخرى. ومن هذا المنطلق كان له -رحمه الله- الكثير من الجهود والإنجازات والمساهمات في دعم التعليم، ورعى العلم والثقافة، وأسس الكراسي العلمية والبحثية، ومول المسابقات والجوائز، فلا تكاد تخلو جامعة أو مؤسسة تعليمية من دعمه ومساهماته، كما دعم الباحثين والمفكرين وكل ما يتعلق بالعلم والثقافة من مؤتمرات وندوات. ودعا د. السلطان للامير نايف بن عبد العزيز بالرحمة الواسعة، وأن يحفظ الله لنا قائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، ويديم على بلادنا أمنها ورخاءها إنه وكيل ذلك والقادر عليه .