خطب ألمّ بنا قد هدّ أوتادا وقد أثار من الأحزان أثقالا في هذا اليوم السبت 26 من شهر رجب لعام 1433ه أعلن مليكنا المفدى خادم الحرمين الشريفين نبأ وفاة سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد ووزير الداخلية وعزَّى مواطنيه بوفاة رجل الأمن والأمان والسلم والسلام رجل الدولة الوفي المخلص شاطئ الأمان لبلادنا والعضد الأمين الناصح لولي أمرنا فإنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم اجبرنا في مصيبتنا واخلف لنا خير خلف لخير سلف وأحسن عزاءنا في مصيبتنا وعظم أجر بلادنا وأهلها وعلى رأسها والدنا المفدى ومليكنا الناصح ومن ورائه أنجال من أصبنا بفقده وجميع أفراد أسرتنا الحاكمة وعلى رأسها بعد مليكنا المفدى صاحب السمو الملكي الأمير الجليل سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع. اللهم اغفر لفقيدنا وأجعل آخرته خيراً من دنياه واجعله من ورثة جنة النعيم. اللهم افسح له في قبره واجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تفتنا بعده واخلف لنا من يسد مكانه. بالأمس فقدنا رجلاً عظيماً من عظماء ولاتنا هو صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وقد كان لفقده وبفقده أثر بالغ في فقد رجل الملاذات بعد الله ومفرج الكربات وقاضي الحاجات واليوم نفقد أخاه في النسب والكرم والوفاء والإخلاص البالغ لبلاده ولقائدها المفدى فإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله. خرجت من بيتي في جدة في الحي الأول من أحياء الشاطئ لصلاة المغرب وأمامي عمارة قيل عنها بأنها تابعة لمؤسسة العنود الخيرية وفي كامل واجهتها لوحة إعلامية كان فيها هذا اليوم صورة كبيرة لسمو الفقيد الغالي الأمير نايف وهو يشير بيده اليمنى إلى التوديع فما لبثت وأنا أنظر إليها وإلى وداع سموه الأبدي حتى انهالت دموعي بالبكاء والدعاء من صميم قلبي ان يسبغ الله عليه رحمته ومرضاته وواسع جناته وأن يجعله من ورثة جنة النعيم. نحن حينما نفقد الأمير نايف نرجو ألا نفقد أعماله الخيرية الشاملة ومن ذلك العناية وبذل الجهود في خدمة سنّة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وكذلك الوقوف الصادق مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإشادة في مناسبات متعددة بخدماتها في سبيل الحفاظ على البلاد في أخلاقها وعقيدتها وحمايتها من الرذائل والفواحش والمنكرات ومن ذلك ما يتعلق بأمن بلادنا وبذل الجهود المشكورة والمذكورة في إقرار الأمن للبلاد في دينها وأموالها ودمائها وأعراضها وأنسالها. اختم هذا الرثاء القاصر عن مقام فقيدنا ببيت من الشعر أجده وإن كان من طفيلي على الشعر إلا أنني أجده معبراً عما في نفسي من الأسى والحزن فأقول: خطب ألمّ بنا قد هدّ أوتادا وقد أثار من الأحزان أثقالا اللهم اغفر له وارحمه وقه برحمتك عذاب الجحيم واجعل مقره في جنات عدن والله المستعان.