لقد فقدت المملكة رجلاً من أغلى الرجال، رجلاً تجسدت فيه سمات الشخصية القيادية المهمومة بأمن الإنسان السعودي داخل حدود الوطن وخارجه. لقد احتضن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -يرحمه الله- بقلبه الكبير آلام وآمال كل مواطن سعودي، بل وكل مقيم على هذه الأرض الطاهرة، فأغدق عليهم من المحبة والإخاء وتوج عمله بالشهامة والنخوة، فليرحمك الله رحمة واسعة بقدر صالح أعمالك، وحب شعب المملكة لك. إن اللحظات الأخيرة من حياته -يتغمده الله بواسع مغفرته- لم تخل من السؤال والتوجيه عندما شرفت بلقائه في جنيف يوم الثلاثاء الماضي، حيث أبدى سعادته بما تحقق من نتائج، وأوصى بمواصلة الجهد في تحقيق المزيد. لقد حرص -رحمه الله- على أن يتعرف على أحوال أبناء وبنات الوطن، والفرص الوظيفية والخطط المستقبلية لاستيعابهم في أعمال تحفظ لهم كرامتهم وتوفر لهم طيب العيش والمقام في وطنهم. ومن هذا المفهوم الذي يتصل بكل بيت وأسرة، حرص المغفور له في لقائنا الأخير على السؤال عن شركات الاستقدام التي تم الترخيص لها مؤخراً، وما سيعود على المواطن السعودي من وجودها، ومدى تيسيرها لأمور الاستقدام والمحافظة على الحقوق لكل الأطراف، لقد كان يرحمه الله وهو في لحظات مرضه أشد إلحاحاً على ما يحقق الراحة للمواطن والبيت السعودي.. فهنيئاً له حب هذا الشعب ودعاءه الخالص من قلوب عامرة بالوفاء. بمزيد من الحزن والأسى أتقدم لقائد الأمة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله وللعائلة السعودية كافة بأحر التعازي والدعاء للفقيد بالرحمة، وعزاؤنا الوحيد هو عظيم أفعاله ومآثره التي يذكرها القريب والبعيد داخل الوطن وخارجه. *وزير العمل