نعى الشيخ عبدالعزيز الحمين الرئيس السابق لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز- رحمه الله - وقال تعرف الأمم برجالها ، ويعرف الرجال بأعمالهم ، وتعرف الأعمال بتأثيرها وقوتها وبقائها ، إنهم الرجال الذين تقوم الأمم على أكتافهم ويكتبون التاريخ بأفعالهم واقوالهم ، ويصنعون القدوة بسيرة مضيئة مليئة بالعمل والحكمة والإنجازات الكبيرة ، فيظل التاريخ وفياً لهم شاهداً حياً على حياتهم الحافلة بالأعمال الجليلة ، إنهم نوادر الرجال وعظماؤهم ، وقادة الأمم وصانعو الأمجاد ، ذلكم باختصار شديد هو صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ، الذي تحتار المشاعر وهي تعبر عن مدى الحزن الذي لف القلوب وأحاط الأفئدة وأذهل العقول والعيون ، بوفاته وفراقه. واضاف الشيخ الحمين ان العبارات تتزاحم وهي تذكر سيرة هذا القائد الفذ والرجل الهمام الذي وقف سداً منيعاً في وجه الفتن التي عصفت بالمسلمين طوال أربعين سنة ماضية ، ووقف حصناً حصيناًًً يحمي البلاد من كل مفسد يريد للبلاد الخراب ولفكرها وأمنها شر الفساد ، ووقف رحمه الله قامة شامخةً لاتكلُّ ولاتملّ في حماية الدين والعقيدة والوطن ، لم يثنه عن ذلك المرجفون والمفسدون ، ولم تغيره تقلبات الزمن وتغير الأحوال وتجدد الفتن. وتابع الشيخ الحمين قائلا : إن بحثت عنه تجد له أثراً في كل مكان ، وتلقى له يداً في كل ميدان ، تجاوز الأمن صنعته وحرفته ، إلى العمل الخيري والاجتماعي ونشر العلم والسنة وتكريم أهل العلم والفضل وإنزالهم منازلهم ، مبتعداً عن كل ما يشين ، رافعاً لواء الإصلاح والتجديد في الفكر والإدارة والعمل.. إنه صاحب رأي سديد صقلته التجربة وعلمته الحياة ، وصاحب فكر ثاقب يرى من الأشياء مالا يراه الناس ، فيعرف مآلات الأمور وعواقبها فيحسب لها حساب الناصح الخبير ، وطالما كرر نحن مستهدفون في عقيدتنا وأمننا ، وطالما ناشد العلماء والدعاة والأخيار من أبناء المملكة بالدفاع عن الدين والوطن والأجيال. واوضح الشيخ الحمين بأن العالم قد وقف حائراً متخبطاً في أفعاله أمام الإرهاب ، فأدار هذا الملف بخبرة ودراية نادرة أعجبت الدول وحيرت الخبراء ، فحارب الفكرة بالفكرة ورد الشبهة بالحجة ، ووضع كل أمر في مكانه ، بطريقة حكيمة نالت ثناء القريب والبعيد. وزاد معاليه بقوله لا أنسى توجيهاته السديدة وقراراته الجريئة حول الأمن ، ووقوفه بقوة في وجه التغريب الذي اجتاح العالم ، وما سلمت منه بلد ، ووقوفه وقفة الرجل المحنك مع رجال ورسالة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولقد كان للسنة في قلبه مكان عظيم تنامى مع الأيام حتى أسس جائزة للسنة النبوية باسمه رحمه الله. واختتم الشيخ الحمين كلمته بقوله نسأل الله تعالى أن يرحم عبده نايف بن عبد العزيز وأن يحسن وفادته ، ويبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله ، وأن يسكنه جنات النعيم.