الإبداع درجة عالية من الإتقان وهذه الدرجة التي تجتذب كثيراً من الناس وخصوصا ذوي الذوق الرفيع أو أصحاب الاختصاص في أي مجال من مجالات الحياة. وان من مظاهر الإبداع التي سحرت وأبهرت الكثير من سكان مدينة الرياض تلك اللوحة الفنية التي نقشت على مساحة من الأرض في مدينة الرياض وقد صرف عليها حتى تصل إلى هذه الدرجة من الإبداع ملايين الريالات.. وكيف لا!!! وقد شهد لها بالحسن والإتقان الكثير من رجال الأعمال. لقد ازدانت بتخطيط دقيق داخله أشجار النخيل على الأرصفة بصحبة أنواع من الورود ليعطي منظراً ساحراً مع فيها من المسطحات الخضراء ثم تأتي الاضاءة الليلية بجمال ساحر ينادي من يستمتع بجزء من وقته في هذا الجو الجميل والمكان الهادئ . وفجأة بدلا من أن نحافظ على هذه اللوحة نجد من يرميها بالحجارة لكسرها أو خدش جمالها فعلى أرصفتها نجد أن عدداً من النخيل قد تكسرت عسبانها وعانقت الأرض والأرصفة ذاتها قد تكاثرت عليها الرمال وقد ازدانت المسطحات الخضراء بفوارغ العلب من مياه شرب إلى مياه غازية وأكياس من الورق والبلاستيك. أما رواد الأماكن التي خصصت للجلوس فقد هجروا مواقف السيارات وأبوا الا أن تكون سياراتهم معهم على المسطحات الخضراء ولم يكتفوا بالوقوف على أرصفة المشاة فحسب. ان هذه اللوحة التي تندب حظها وتستغيث طلبا لانقاذها من روادها هي مخطط القصر الذي يقع في جنوبالرياض مطلا على وادي حنيفة والذي هو الاخر يحظى من هيئة تطوير مدينة الرياض أن تجعل منه منتزها للمواطن والمقيم في قلب مدينة الرياض والتي لها في سويداء قلب محبها كل التقدير والاحترام. لهذا انني أتساءل أين أمانة مدينة الرياض أو البلدية التي تقع الأرض في محيط مسؤوليتها؟ أين مرور الرياض من حماية الارصفة من هؤلاء غير المبالين بما يقدم لهم من خدمات تجلب لهم الراحة والسعادة أم انه لا يوجد عقابا رادعاً لمثل هؤلاء يثنيهم عن إتلاف الممتلكات العامة. والسؤال هنا هل ستبقى اللوحة مثالية في مدينة الرياض أم أنها فترة زمنية ثم تتهالك؟ انني أهيب بكل مواطن أو مقيم أن يحافظ على مثل هذه الأماكن وأن تغرس في الأبناء حب النظام والنظافة العامة والخاصة، والإحساس بأن كل ما تحث يدك ملك لك وان لم تحافظ عليه اليوم فلن تجده غداً.