لقد أثارني ما قرأته وسمعته من عدم السماح لبعض الطلبة والطالبات بأداء اختبار الثانوية العامة للصف ثالث ثانوي في المادة التي تم التأخر عن موعد الاختبار مدة عشر دقائق ولذلك تساءلت: هل نزعت الرحمة من قلوب البعض؟ هل الإنسان سخر الأنظمة والقوانين لخدمة مصالح المجتمع؟ أم الأنظمة والقوانين هي التي تحكم؟ طالب أخذ يُخطط لمستقبله بأن يُصبح ماهراً في المجال الذي سيختاره، ووجد أن السبيل لذلك هو السهر على دراسته والتفوق ليحصل على مبتغاه وبعد مجهود وعناء سنة كاملة لسبب خارج عن إرادته يتأخر عن الامتحان مدة عشر دقائق وعبثاً يحاول الدخول لأداء إمتحانه، فالمسؤولون في المدرسة حريصون على تطبيق الأنظمة والقوانين التي وُضعت من قبل الجهات التعليمية - وكذلك شرطي المرور حرص على تطبيق الأنظمة والقوانين لديه دون أي مراعاة للرحمة والتعاون التي أوصانا بها الله سبحانه وتعالى فكان سبباً في تأخر طالب عن امتحانه وحرمانه من الامتحان حيث أوقفه لسبب ما ومنعه من استخدام سيارته للوصول إلى المدرسة فأكمل الطالب طريقه سيراً على الأقدام وتأخر عن الامتحان وحُرم منه. فأرجو من الجهات التعليمية ومن دوائر المرور توعية رجال المرور بكيفية التعامل مع الطلبة الذين يرتكبون مخالفات مرورية وخاصة أيام الامتحانات بأن يُكتفى بتدوين بيانات عن هوية الطالب وعنوانه وأخذ رقم سيارته والسماح له بأخذ سيارته والذهاب لأداء امتحانه لتتم محاسبته في وقت لاحق على المخالفة. نعم الجميع يُحب النظام، ولكن الأنظمة والقوانين التي من وضع البشر هي قابلة للتعديل والتغيير بما يخدم مصلحة الطالب وجميع أفراد المجتمع، فالقانون الذي ينص على: «أن الطالب يُحرم من أداء الاختبار إن تأخر عن الوقت المحدد وإن كان خمس أو عشر دقائق؟» لقد بحثت عن تحليل له فكان إجابة من يعملون في مجال التعليم أن السبب هو الخوف من تسرب الأسئلة، فكان السؤال: كيف تتسرب الأسئلة حيث إنه لا يُسمح للطلبة بالخروج من الامتحان قبل مضي نصف الوقت؟ إذا كانت العشر دقائق في نظر الجهات التعليمية كافية لتسرب الأسئلة فأرجو طرح وعرض جميع الوسائل التي قد تؤدي إلى ذلك والعمل على منعها وإتاحة الفرصة للطالب بأداء امتحانه. لما في ذلك من الرحمة وعدم الظلم وتفريج كُربة مسلم ويعود بنتائج إيجابية في نفسية الطالب، أما الطلبة الذين مُنعوا من أداء الامتحان فلقد عاد عليهم ذلك بنتائج سلبية منها أنهم لم يجدوا معنى للرحمة وتقدير تعبهم بالاضافة لما تولد لديهم من مشاعر الكراهية والحقد على من كان سبباً في حرمانهم دخول الامتحان، وقد يُصبحون في المستقبل غير مبالين بالأنظمة والقوانين في حياتهم العملية لأنه تم ظلمهم تحت مُسمى النظام والقانون.