عندما حاولت ان اوقف سيارتي لحضور لقاء العقاريين بسمو معالي امين مدينة الرياض في الغرفة التجارية. اضطررت ان ادخل بسيارتي داخل الحي السكني كانت الشوارع قد ازدحمت وفاضت بالسيارات وابتعدت بسيارتي داخل الحي وبالكاد وجدت موقفا لسيارتي. سرت على الاقدام مسافة كانت كافية لافكر في السؤال البسيط ماذا يريد العقاريون من الرجل؟ هذا السؤال الذي يجب ان يكون واضحا وله جواب واضح ايضا. مضى وقت اللقاء في امور تتعلق بالبيت العقاري ومشاكله الداخلية وعلاقة الاخوان في مابينهم وظهر الضيف الامين فيها (كما يقول الشاعر) رب المنزل او الغرفة واثناء اللقاء كنت افتش عن سؤالي وجوابه انتهى اللقاء وسلمت كمية لا بأس بها من الدروع لمن يستحقها بدفع ثمنها. صحيح انني فقدت سؤالي وجوابه لكنني خرجت بافكار عظيمة كانت تختبىء وتتوارى وتطل من خلف ستارة النقاش العفوي ذي الملامح غير الواضحة. والحقيقة ان كل فكرة من تلك الافكار تزن وزنها ذهبا بمقاييس محبي الذهب والمال. هي افكار بعدد اصابع اليد ولكنها قبضة قوية ستدفع العمران والبناء الى التقدم. اولها العرض المغري الذي قدمه امين المدينة للعقاريين لدعم التطوير الشامل اما الثاني فهو دعم الامانة للجنة العقارية من أجل البحوث العقارية (هذه حاله استثنائية تحتاج لتحليل وتأمل) وثالثها فكرة المساهمات العقارية في المشاريع العمرانية الكبرى اما رابعها فهو فكرة ان يقبل البنك العقاري الإقراض للوحدات السكنية بدل البناء اما خامسها فهو ان تتجه المساهمات العقارية الى التطوير الشامل. بالتأكيد لا يمكنني الحديث الا عن واحدة فقط اي الفكرة الخامسة اما البقية فسوف اتعرض لها في القادم ان شاء الله. لقد لاحت في الافق الفكرة التي تمنيتها طويلا وتحدثت عنها كثيراً في مقالات كتبتها قبل عدة اعوام كان البعض يعتقد ان تنفيذها ضرب من المستحيل. وكنت اعتقد كما يعتقد غيري ان سد البروقراطية وحواجز التعقيد تكفي لحرمان الوطن والمواطن في ان يصبح له احياء جميلة كتلك الاحياء التي نراها في الدول الاخرى وندرسها في الكتب أما الآن فقد فتح امين مدينة الرياض الباب على مصراعيه وقطع الطريق على من كانوا يظنون الظن السيىء من امثالي والذين يعتقدون ان البلد لا يستحق المشاريع الجميلة ولا يستحق الا ما نرى وترى من الفوضى والعك المنظم كنتيجة حتمية للتعامل مع الجوانب الفنية والهندسية. اقول قطع الامين على الجميع بقوله ان الامانة سوف تدعم ولن تترد في دعم التطوير الشامل. التطوير الشامل ذلك الحجر الذي يمكن ان يضرب سرباً من العصافير مرة واحدة نعم انه العلاج المفقود للأمراض المتنوعة التي تتخلل جسد البنية العمرانية للمدينة. فمثلاً عندما تريد ان تجيب على اسئلة صعبة ومرة مثل لماذا تكاليف المساكن لدينا باهظة يأتي الجواب (السبب عدم وجود التطوير الشامل).. لماذا احياؤنا غير منظمة وكل مسكن بطراز مختلف يأتي الجواب عدم (وجود التطوير الشامل). لماذا ترتفع تكاليف البناء يأتي الجواب عدم (وجود التطوير الشامل). لماذا لا نستطيع ان نوفر مساكن صغيرة وقليلة التكلفة يكون الجواب عدم (وجود التطوير الشامل). لماذ تشيخ احياؤنا وهي لم تكتمل بعد يكون الجواب عدم (وجود التطوير الشامل) ويأتي السؤال المهم جدا وهو ماهو افضل استثمار ينفع المدينة والمواطن والعقاري ياتي الجواب (التطوير الشامل). انه الحجر وامامكم سرب العصافير ايها العقاريون.