صدر عن جداول للنشر والترجمة في بيروت كتاب بعنوان "نوابغ: سير وحوارات".. وهو عبارة عن حوارات نُشرت في مجلات فرنسية متخصصة تناولت عددا من النوابغ والمُبرزين ممن نالوا جائزة نوبل. وقد قام بنقلها إلى العربية وكتب لها مقدمة المترجم سعيد بوخليط. يقول المترجم: هي مقالات، نُقلت إلى العربية، يتعدّد زمانها وتختلف سياقات ورودها، بيد أنها، تلتقي عند ثلاثة محدِّدات أساسية تُنسَب إلى علَمٍ من أعلام الفكر الإنساني في روافده الثقافية والسياسية. أو تتّحدث عنه، بناءً على رؤية معيّنة. ثم مقاربات أخرى، تطرَّقت لقضية جوهرية. لذلك، ارتأيتُ تجميعها بين دفَّتي عملٍ واحد، وأتقاسم بالتالي، لذَّتها ومُتعتها ومضامينها المعرفيّة الغنيّة، مع القارئ.حقًّا، لم يكن الأمر وليد مخطَّط حاضر قبلًا، بل يُعتبر النتاج حصيلة تراكمات اشتغال يلاحق الجديد، في حدود القدرات الفكرية والذاتية، فتجمّعت هكذا، مادّة نظرية لا غنى عنها، وُثِّقت، كي تُمارَس بشكلٍ من الأشكال وباستمرار، زخمها المفهومي والمنهجي. نصوص، استُقِيَت من مجلات فرنسية متخصّصة، وكذا ملفّات ثقافية تحويها أسبوعيًّا، جرائد عريقة.إن الخيط الناظم، الموحِّد لمضامين المقالات الحالية، يكمُن في طابع المناسباتية، الكيفيّة والنوعيًة: الفوز بجائزة من حجم نوبل. الوفاة، وما تستلزمه من تأبين وإشادة بمناقب الراحل، وما خلَّفه للبشريّة من قيم فكرية ملهمة. الولوج إلى مكتبة البلياد (La Pléiade)، أو مصنّفات الأدباء الخالدين، كما الحال مع كونديرا. صدور حديث لإحدى أرشيفات هؤلاء الأعلام، أو دراسة حوله، أو اكتشاف جديد عنه.... من جهة ثانية، وظَّفت أربع مقاربات تختلف عن المناحي السابقة، لكنها تثير قضايا ومفاهيم في غاية الأهمية: استحضار وجهة نظر إدوارد سعيد في اللغة العربية. مستويات ظفر الكتّاب بوضع اقتصاديّ مريح أو العكس من خلال الأدب. الخبايا، التي ترقُد وراء الأسوار العالية لأكاديمية نوبل. هوس روائيّ، في قيمة خوان غويتسولو بفضاء جامعِ الفنا. الوقوف، عند آخر عناوين عبد الله الطايع الكاتب المغربيّ الفرنكفوني، الذي التحق في السنين الأخيرة بأسماء المشهد الأدبي.