أوضح تقرير حصلت عليه إحدى الصحف ، أن العدد الإجمالي لأعضاء هيئة التدريس في المؤسسات التابعة لوزارة التعليم العالي بلغ 49628 عضواً منهم 29607 سعوديين ، وأن نسبة أعضاء التدريس غير السعوديين في جامعة الدمام والملك فهد تبلغ 68% ، وهي نسبة عالية خاصة في جامعة الملك فهد الذي مضى على تأسيسها ستون عاما أو أكثر ، وكان المفروض أنه في خلال هذه المدة تكون قد تمكنت من سعودة جميع أساتذتها ، ولابد أن إيقاف الابتعاث الذي حدث في بعض السنين أدى إلى هذا النقص في السعوديين ، وإذا كانت هذه حال الجامعات القديمة ، فماذا ستكون الحال في الجامعات الجديدة الذي وصل عددها إلى 20 جامعة؟ لا أدري ، ولكني أميل إلى الاعتقاد بأن عدد الأكاديميين غير السعوديين يفوق كثيرا عدد السعوديين ، وإذا كنا متأكدين من مستوى الأكاديميين السعوديين ، لأننا نحن الذين ابتعثناهم واخترنا الجامعات التي التحقوا بها ، فإن مستوى الأكاديميين غير السعوديين موضع شك ، خاصة في هذا العدد البالغ منهم ، فهل من الممكن أن نجد خمسين ألف أكاديمي ذوي مستوى عال في العالم العربي أو خارجه ؟ قد يكون هذا العدد أو أكثر منه موجودا ، ولكن الأكاديمي الناجح في بلده ، خاصة إذا كان مرتبطا بأبحاث ، نادرا ما يغادر بلده إلى بلد آخر.. لقد توسعنا أخيرا في إنشاء الجامعات الحكومية وغير الحكومية ولكنني أخشى أن يكون هذا الكم على حساب الكيف ، الذي لا يتحقق إلا بأكاديميين على مستوى عال من التعليم والخبرة ، ومتخرجين في جامعات عالمية معروفة ، فهل لدينا مثل هؤلاء الأكاديميين ؟ أشك في ذلك ، وإذن فإن توسعنا في إنشاء الجامعات لن يحقق النتيجة المرجوة ، وهي تخريج طلبة على مستوى عال من التعليم والكفاءة..