أكد أحدث تقرير من بنك باركليز أن 19% فقط من الكنوز الثمينة التي تضم الجواهر النفيسة والمقتنيات الفنية والأثاث القديم والسيارات الكلاسيكية والمعادن النفيسة، تقع بحوزة أصحاب الثروات لدوافع استثمارية. ويكشف التقرير أن 41% من الكنوز الثمينة التي يمتلكها أصحاب الثروات من منطقة الشرق الأوسط قد تم اقتناؤها لدوافع مالية، الأمر الذي يضعهم في أعلى القائمة مقارنة بنظرائهم في الولاياتالمتحدةالأمريكية 9% وأوروبا 11% وآسيا 34%. وانتهى التقرير إلى أن المستثمرين أقرب بكثير إلى شراء أصول الثروات لأسباب عاطفية من كونها أسباباً مالية، وكشف التقرير الذي ضم 2000 فرد من أصحاب الثروات في مختلف أنحاء العالم، أن الثلث قد أكد امتلاك كنوز أكثر مما كان لديهم منذ خمس سنوات. 44% من أصحاب الكنوز حول العالم يرون أنها لا تقدر بثمن دوافع الحيازة ويقدم التقرير الدوافع الماثلة وراء حيازة الكنوز بمختلف أنحاء العالم كما يحلل الدوافع المالية والعاطفية لأصحاب الثروات لتملكها، ويركز على القيمة التي يوليها المقتنون الأثرياء لما بين أيديهم من كنوز، عدا عن الفائدة الاجتماعية الناتجة عن تراكمها. المجوهرات تمثل 85% من كنوز أغنياء المملكة ويمتلك أصحاب الثروات في المتوسط ما يقارب 10% من إجمالي صافي ثرواتهم في ما يعرف بالكنوز، غير أن هذه النسبة ترتفع إلى قرابة خُمس إجمالي أصول أصحاب الثروات في دولة الإمارات العربية المتحدة بنسبة 17% والسعودية بنسبة 18%. اللوحات الفنية من أبرز كنوز أثرياء العالم وعلى مستوى الأفراد في دول أخرى مثل البرازيل والصين وسنغافورة، فإن الكنوز تشكّل في المتوسط نحو سدس إجمالي ثرواتهم، فيما تقابل نسبة السدس نسبٌ أخرى في المملكة المتحدة والهند وقطر، حيث تسجل هذه النوعية من الملكية مستويات أكثر تحفظا. وقال المدير التنفيذي ورئيس إدارة الثروات والاستثمار لدى بنك باركليز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا روري غيلبرت: يسلط هذا التقرير الضوء على وجود دوافع عاطفية ومالية لشراء الكنوز الثمينة، ولا بد أن يتغلب دافع على الآخر. وبالنظر إلى الصعوبات المرتبطة بالاحتفاظ بتلك الكنوز وتأمينها وبيعها، تقترح دراستنا أن الدوافع العاطفية هي التي تعود على صاحب الثروة بالعائد الأكبر؛ ذلك أن هذا النوع من الثروة – إن حالف صاحب الثروة الحظ أو كان على دراية وافية بطبيعة الاستثمار – يعود عليه بعائد مالي، لكن شراء الكنز لمجرد التعلق به من شأنه أن يعود دائماً على صاحب الثروة بإحساس من السعادة العاطفية. اتجاهات اقتناء الكنوز وتفيد المعطيات أن عدداً من العوامل المختلفة وراء التأثير في شعبية اقتناء الكنوز، وتتراوح بين عمر المستثمر والاستقرار الاقتصادي الأوسع نطاقاً في منطقة المستثمر. وبالنظر إلى الشرق الأوسط، تعتبر المجوهرات النفيسة أشهر الكنوز في ممتلكات أصحاب الثروات بلا منازع خاصة في دولة قطر التي تمثل نسبة 86% ثم السعودية بنسبة 85% فدولة الإمارات العربية المتحدة بنسبة 79%. وشكّلت الفئة العمرية معياراً مهماً للاختلاف بين المشاركين في الاستطلاع على المستوى العالمي؛ حيث ان مقتنيات الأعمال الفنية والتحف أكثر شهرة في أوساط أصحاب الثروات من الفئات العمرية الأكبر، فيما تميل الأجيال الأصغر سناً إلى اقتناء السيارات والمعادن النفيسة والمجوهرات. ويميل الأفراد الأصغر سناً إلى توجيه حصة أكبر من إجمالي ثرواتهم إلى الكنوز بسبب رغبتهم في انتهاج استراتيجيات استثمارية ذات معدلات أعلى من المخاطر. ويقول رئيس قسم السلوكيات المالية لدى بنك باركليز الدكتور غريع ديفيز: في الوقت الذي تتباين أنواع الكنوز من بلد إلى آخر بشكل طفيف، نرى أن النمو في شعبية الكنز تتماشى مع توجه عام نحو البساطة والمعرفة والحيازة المادية في الاستثمار. وبما أن الكنوز تعتبر بديلاً لفئات الأصول التقليدية، يجب الاستثمار فيها بحذر بالغ نظراً لوجود العديد من المخاطر التي تشمل تكاليف التأمين والمحافظة على الكنز والطبيعة الذاتية لأسواقها. دوافع اقتناء الكنوز ويكشف التقرير أن المتعة هي الدافع الأهم وراء اقتناء الكنوز، حيث أفاد 62% من الذين ضمهم الاستطلاع حول العالم وحوالي 75% من المشاركين في دولة الإمارات العربية المتحدة أنهم يقومون بشراء الكنوز لهذا السبب. في المقابل، نجد أن 19% فقط من الكنوز التي يمتلكها أصحاب الثروات حول العالم هي لغاية مالية، بالرغم من أن 50% من أصول الكنوز في قطر مملوكة لأسباب مالية، فيما تمثل 40% في السعودية، مما يخالف التوجه العالمي إلى حد ما. وتشكل الأسباب الاجتماعية والتراثية أهمية كبيرة في امتلاك الكنوز، لا سيما في ظل إفادة أصحاب الثروات على المستوى العالمي بالرغبة في حماية أكثر من ثلث كنوزهم لصالح الأجيال القادمة كي يستمتعوا بها، فضلاً عن أن أكثر من ربع الذين يملكون الكنوز يستمتعون بتبادلها مع المعارف والأصدقاء. ويرى ديفيز أن التقرير كشف عن أن الاستثمار في الكنوز في معظم أنحاء العالم مدفوع بالمتعة أكثر من كونه مدفوعاً بالرغبة في تحصيل العوائد المالية. والملفت في الأمر أن الدافع المالي والدافع العاطفي يجدان طريقهما كل بمعزل عن الآخر كما انتهى التقرير إلى أنه كلما زادت رغبة أصحاب الثروات في الاستحواذ على الكنوز لأسباب مالية، قلت المتعة التي يرجونها من امتلاكها. الأثر الوقفي يكشف التقرير عن رغبة أصحاب الكنوز في الحصول على سعر مرتفع للغاية قبل التفكير في إمكانية البيع، فعلى سبيل المثال، أفاد مقتنو الأعمال الفنية برغبتهم في الحصول على متوسط زيادة في السعر بنسبة 62% خلال العام اللاحق على الشراء حتى تتولد لديهم الرغبة للتفكير في البيع. أما بالنسبة للمجوهرات النفيسة، فقد أفاد أصحاب الثروات القطريين أنهم لا يمانعون من بيع الكنز بعد عام واحد إن حقق زيادة في السعر بنسبة 100%، في المقابل، تنخفض هذه النسبة لدى السعوديين إلى 73% وإلى 51% في دولة الإمارات العربية المتحدة. ويعتبر الأثر الوقفي الذي يتوقع به الأفراد سعراً عالياً يتعدى السعر الذي هم يرغبون بدفعه للشراء، من العوامل الشائعة في أوساط المقتنين الأثرياء. ويرى ديفيز أنه بمجرد امتلاك أصحاب الثروات شيئاً، فإنهم يشرعون في عزو القيمة إلى ذلك الشيء، ودليلهم في ذلك امتلاكهم إياه، وهذا يعني أنهم غير راغبين في بيعه نظير سعر الشراء الذي دفعوه لشراء الكنز. ويعتبر أصحاب الثروات بعض أنواع الكنوز أنها لا تقدر بثمن حيث أن 44% من حائزي المجوهرات الثمينة والمنحوتات الفنية والأثاث القديم يرون في تلك الأصول سلعاً لا تقدر بثمن. وبالرغم من إفصاح 61% من المشاركين في الاستطلاع عن استعدادهم لإعارة بعض مقتنياتهم إلى متحف أو معرض في حال طلب ذلك منهم، فإن أقل من 41% يرون أنه من الواجب مشاركة مقتنيات ثمينة على نحو يعود بالخير والنفع على المجتمع.