أشعر بسعادة خاصة ويغمرني احساس مختلف عندما أزور منطقة حائل، انه بمجرد شروعي في مغادرة حائل وقبل أن أصل إلى آخر منطقة ادارية لها أحس برغبة قوية والمكوث بها طويلاً، فهي منطقة لها سحرها الذي لا يعرفه سوى أهلها ومن عايش تراث وتقاليد هذه المنطقة. يمكن ان تؤلف كتباً في حائل في كل شيء في الكرم وحسن الضيافة والاحتفاء بالضيف وفي حسن المعاملة والشهامة والوفاء، وفي السماحة وحب الغير، حائل بالنسبة لي وللكثيرين حزمة ضخمة من الشمائل والخصال الأصيلة التي هي شأن كل من عاش بها وورثها عن آبائه وأجداده. كلما، سنحت لي الفرصة لزيارة حائل، رأيتها تتطور يوماً بعد يوم، شاهدت مشاريع تنموية تقام في كل جزء منها، لمست بنفسي الدعم الذي يقدمه أمير منطقة حائل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن لكل مستثمر ورجل أعمال من أجل دفع المشاريع الجديدة التي تقام على أرض حائل وتوفر مئات من فرص العمل للشباب. والحقيقة ان الفكر التخطيطي المتميز لسمو أمير منطقة حائل يقابل برؤية وهمة ونشاط غير مسبوقين من الفريق المعاون لسموه من بلدية وأمانة ومجلس منطقة وغير ذلك من الجهات الرسمية التي تكثف من جهودها من أجل الارتقاء بمنطقة حائل لتكون منطقة نموذجية صناعياً وتجارياً واقتصادياً. يدرك سمو أمير منطقة حائل ان هذه المنطقة الغالية على قلوب الجميع تمتلك مقومات مهمة يجري استثمارها الاستثمار الأمثل لتكون مظلة خير ووفاء للمجتمع الحائلي بصفة خاصة ولعموم المملكة، ومن ثم هناك اهتمام متنام بعاملين رئيسين من شأنهما الاسهام في انعاش منطقة حائل، هما: رالي حائل، الذي أصبح ذا صبغة عالمية وتحتضنه المنطقة كل عام. ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية. واضافة إلى ذلك هناك الاهتمام بالمنطقة سياحياً، كونها غنية بالآثار والتراث، وكانت مفترق طرق وتقاطع لكثير من الحضارات بحكم موقعها الجغرافي بين مدن المملكة ومرور الكثير من الحجاج من آسيا الوسطى بها، ومن ثم يمكن ان تصبح منطقة جذب سياحي مهم ومؤثر في المملكة. لقد زرت جامعة حائل التي تعد قلعة علمية متكاملة، وسيكون بفضل جهود مديرها والوكلاء والأساتذة والعاملين بها، خصوصاً ان لديهم دراسات مختلفة اقتصادية وسياحية حول كيفية الاستفادة القصوى من الامكانيات الموجودة لصالح مواطني المنطقة. لا شك أني سعدت بملامح النهضة البادية في كل جزء من منطقة حائل التي تشهد تنفيذ عدد من المشاريع الصحية والتعليمية التي ستستفيد منها المنطقة، اضافة إلى وضع حجر الأساس لمشاريع نوعية جديدة تحمل كل الخير للوطن وللمنطقة وأهلها، في ظل حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على تنمية وتطوير كافة المناطق وسد احتياج كل منطقة، وعلى رأسها منطقة حائل. ولهذا أتوقع ان تكون حائل خلال السنوات القليلة المقبلة نموذجاً حياً للتنمية المستدامة ومشروعاً للنهضة الاقتصادية النوعية في المملكة، بفضل جهود وحسن متابعة أميرها المحبوب ونائبه ومساعديه وهو ما سيعود بالتأكيد بكل خير على سكان منطقة حائل، كما انتهز هذه الفرصة وأشكر الغرفة التجارية الصناعية بحائل لمشاركتها بتنمية واعداد الفرص الاستثمارية.