مشكلة البدانة التي بدأت تظهر بشكل واضح وجلي في مجتمعنا بين مختلف فئاته العمرية ، لم تُطرح لها الحلول الواقعية والعملية وإنما وجهات نظر وأطروحات علمية وبحثية تُبين نسب الإصابة وخطورتها وكيف يمكن مواجهتها دون حل واقعي ملموس وما إلى ذلك ؟ ولكن لا بد أن نضع أيدينا على الجرح حتى نعالج الخلل ، الكبار والصغار، النساء والرجال نسب ليست بالقليلة تعاني من هذا الداء الخطير ، المراكز المتخصصة تعالج والمستشفيات يتضاعف أعداد مرتاديها من هذا المرض أو تبعاته ، الأمر يحتاج لقرارات حازمة وتغيير في السلوك الغذائي والرياضي وبشكل جاد إذا أردنا أن نحد من انتشار هذه الظاهرة، وإلا فالأمر سيكون أكثر ما نتوقع خاصة على النشء الذين هم عماد المستقبل ووجهه المشرق ، يشير خبراء إلى أن السمنة تسبب ارتفاعا في حالات الإصابة بسرطان الكلى، ونشرت مؤسسة أبحاث السرطان البريطانية إحصائيات تظهر أكثر من 9,000 حالة في عام 2009، وتسببت السمنة في زيادة احتمال الإصابة بسرطان الكلى بنسبة 70 في المائة، ومقابل المشاكل الكبيرة والخطورة المضاعفة لمشاكل السمنة على المجتمع ، سيظهر لنا جيل يراجع ويتردد على المستشفيات أكثر من الذين سينتجون إذا لم يتنبه ذوو الاختصاص ويضعون برامج واضحة ويبدأ التطبيق انطلاقاً بالمدرسة حتى تصل لبيئة العمل ، الشباب لديهم مراكز رياضية متخصصة أما النساء فالأماكن التي يمكن لهن ممارسة الرياضة من خلالها محدودة ، وهن أكثر من يعاني من المشاكل الصحية خاصة مع ضعف ثقافة الغذاء الصحي لدينا والسلوكيات الخاطئة وكثرة المغريات من مطاعم وجبات سريعة وغيرها، والتنافس المحموم حتى بين الصغار في ارتياد تلك المطاعم ، دون حركة أو ممارسة للرياضة ، تلك المحدودية في الأماكن وارتفاع أسعار المراكز الموجودة يجعلنا نتساءل عن الحلول الممكنة وفق ضوابط ! ذكر عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي للتربية البدنية والرياضة الدكتور توفيق بن ادريس البكري في محاضرة بعنوان : (صحة قلبي في ممارسة رياضة المشي) نظمها الاتحاد السعودي للتربية البدنية والرياضة بقاعة المحاضرات بمجمع الأمير فيصل بن فهد الاولمبي بالرياض (يتسبب عدم ممارسة النساء للرياضة في إصابة 50% من النساء في المملكة العربية السعودية بهشاشة العظام. وتشير النتائج الأولية لدراسات علمية أجريت حول عوامل الخطر (احتمالات التعرُّض للخطر)، إلى أن نمط الحياة المتسم بقلة الحركة يمثل أحد الأسباب العشرة الرئيسية للوفاة والعجز في العالم. وتشير الإحصاءات إلى أن حوالي مليوني وفاة سنوياً يمكن أن تعزى إلى انعدام النشاط البدني ، وحذر البكري من المشي والتوقف المتكرر دون الوصول للإثارة الفسيولوجية، والمشي على الأمشاط بدلاً من المشي على القدم كاملاً، والمشي بدون ارتداء الحذاء المناسب لمزاولة المشي، أو ارتداء الأحذية الخفيفة أو التي لها كعب عالٍ (نساء)، أو ارتداء ملابس ثقيلة وداكنة خاصة في فصل الصيف، أو المشي مع تغطية الأنف والفم، أو المشي مع تحريك الجذع جانباً أو المشي واتجاه المشطين للخارج بدلاً من الأمام، او المشي مع سحب القدمين مع الأرض، أو المشي مع عدم الانتظام بالتنفس الطبيعي ، تناول الأغذية الخفيفة أثناء المشي. إذاً الأمر ليس مجرد حركة فقط بل هناك شروط وضوابط وهي ما يجهلها الكثير وتحتاج لمزيد من الوعي، لأن الأمر ليس سيراً أو رياضة دون فهم وإدراك لمعناها وفائدتها الحقيقية من قبل مختصين ، أخيراً ممارسة رياضة المشي يجب أن تكون أقل رياضة يمارسها الرجال والنساء بشكل صحي ، ولكن أين!