يشكل الإعلام قوة على قدر كبير من الأهمية، وهو الذي يستطيع أن يقدم إنجازات الوطن ومواقفه ومكانته للآخرين بالشكل المؤثر والفاعل الذي يجعل لنا مكانة مرموقة في خارطة الإعلام العالمي، ويسجل لنا حضوراً فاعلاً على المستوى العالمي.. وكم من دولة صغيرة في الإمكانات والمكانة والقدرات استطاعت عن طريق إعلامها أن تكون من الدول المؤثرة والحاضرة بقوة في الأجندة العالمية، وكم من دولة ذات مكانة وقوة في جميع مجالاتها الاقتصادية والعلمية والحضارية بسبب ضعف إعلامها بقيت في الظل، ولم تحظ بالمكان الذي يليق بها.. فالإعلام أصبح في هذا العصر أهم وسيلة تستطيع الدول من خلالها أن تقدم نفسها ومواقفها وتصنع مجدها بالصورة المؤثرة.. متى كانت تمتلك إعلاماً قوياً مؤثراً بإمكاناته وكفاءاته وقدراته. ومن هذا المنطلق نضع من خلال هذا التحقيق تصورات لما نأمل أن يكون عليه إعلامنا المرئي والمسموع في المستقبل، وتحديداً بعد صدور الموافقة السامية على تحويل الإذاعة والتلفزيون إلى هيئة لإعطائها المزيد من الانطلاق نحو تقديم الصورة المشرقة عن بلادنا ومكانتها وحضارتها، بما يليق بما وصلت له من تطور وتقدم على كافة الأصعدة، وهذه التصورات نطرحها من خلال مجموعة من أراء المفكرين والأدباء والمسؤولين والإعلاميين الذين شاركوا في هذا التحقيق. مساحة كبيرة بداية، أشاد "د.عبدالله مناع" -الأديب والكاتب والإذاعي- بهذه الخطوة؛ لأنها تعطي مساحة كبيرة للإعلام المرئي والمسموع لتقديم عمل إعلامي إبداعي. وقال:"هي نقلة تمكّن الإذاعة والتلفزيون من استقطاب كفاءات وشخصيات قادرة على الإبداع، من خلال القدرة على التحرك بعيداً عن القيود المالية التي كانت تحد من ذلك في السابق، من خلال المكافآت المخجلة التي كانت مخصصة للمتعاونين مع هذين الجهازين؛ لأنه بعد تشكيل القائمين على الهيئة ونظامها فإن ذلك سيفتح بوابة أكبر للمنتجين والكفاءات الإعلامية لإبراز مواهبها وقدراتها لأن المردود مشجع، كما ستعطي خطوة أخرى ومجالاً أوسع في التعيينات؛ لأنه سيكون لدى الهيئة استقلالية وتتصرف حسب احتياجاتها المهنية والعملية، وهذه النقلة بتحويل الإذاعة والتلفزيون إلى هيئة هي خطوة على طريق إعلام سعودي مؤثر وقوي إذا توفرت له المقومات المطلوبة، وفي مقدمتها الفكر الإداري الناضج والمتحمس". النقلة النوعية التي تشهدها المملكة بحاجة إلى إعلام منفتح ومتحرر من «الروتين» و«المحسوبيات» القدرة على المنافسة وأكد "د.عبدالعزيز بن صقر" -رئيس مركز الدراسات الخليجية الإستراتيجي- على أن الموافقة السامية على تحويل الإذاعة والتلفزيون إلى هيئة يأتي متسقاً مع الحرص من خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- على تطوير جميع الأجهزة ذات العلاقة بالمجتمع، وهذا يفتح الباب لهذين الجهازين للمنافسة، ويساهم في رفع نوعية البرامج والأداء والتغطية لكافة الفعاليات، ويجعل وضع الإذاعة والتلفزيون منافس للمحطات الأخرى التي جاءت منذ فترة قصيرة مقارنة بعمر التلفزيون والإذاعة السعودية، ولكنها وصلت لمستوى متقدم ومؤثر من الطرح والتميز. وقال:"لعل في تحويل الإذاعة والتلفزيون دافع لتحسين الوضع والتميز، والقضاء على الأنماط البيروقراطية التي كانت تعيق إعلامنا في السابق، وأن لا يكون الهدف من هذا التحويل هو العمل بأسلوب تجاري فقط، وإنما وجود حماس لإنطلاقه حقيقية لآفاق إعلامية مؤثرة تساهم في إبراز مكانة بلادنا، من خلال فتح المجال للكفاءات للعمل وإغرائهم"، مطالباً أن تكون العقلية التي يتعامل بها المشرفون على الهيئة عقلية جديدة ومتفتحة؛ لتحقيق النجاح المطلوب لهاتين المؤسستين الإعلاميتين. خطوة للإمام ووصف الأستاذ "عبداللطيف محمد العبداللطيف" -المدير التنفيذي لشركة الغزالي للتجارة- تحويل الإذاعة والتلفزيون إلى هيئة بأنها خطوة تأتي في طريق تطوير هاتين المؤسستين الإعلاميتين، والوصول بهما إلى موقع متقدم على ساحة الإعلام العالمية. وقال:"لا شك أن هذا جاء بعد دراسة شاملة، ونرجو أن تأتي الهيئة بما يتمناه كل مشاهد ومستمع للتلفزيون والإذاعة السعودية؛ لأن للإعلام في هذا العصر أهمية كبيرة، ولا بد أن يكون الإعلام المرئي والمسموع في بلادنا بحجم ما وصلت إليه بلادنا من تطور ونمو"، مشيراً إلى أن نظام الهيئة -كما هو معروف- سيمكّن هذين الجهازين من التحرك بعيداً عن الروتين المتبع في الأنظمة الإدارية الحكومية، ويمكّنهما أيضاً من القدرة على استقطاب كفاءات قادرة على الإبداع والتطوير وخلق التميز، وبالتالي تحفيز العاملين فيها على العمل النشط وعدم التواكل والكسل؛ لأن الهيئة ستقيم العاملين فيها على حسب عطائهم وإنتاجهم، وهذا سيساهم في اكتشاف المواهب وإبرازها ومنافسة المحطات التجارية التي تسيطر اليوم على الساحة الإعلامية. البقاء للأفضل وقال الأستاذ "عبدالخالق عبدالله الزهراني" -مدير المطبوعات في مطار الملك عبدالعزيز الدولي- إنه في ظل النجاح الكبير للمحطات الإذاعية والتلفزيونية الخاصة، وفي ظل الهجرة للكثير من الأسماء الإذاعية إليها؛ فإن تحويل الإذاعة السعودية والتلفزيون السعودي يعد نقلة كبيرة لهما؛ للخروج من دائرة المركزية والبيروقراطية الإدارية، وفتح مجال أرحب لمنافسة وسائل الإعلام الخاصة، من حيث الطرح، وجذب الكفاءات القادرة على ذلك، مشيراً إلى أن ذلك سيغيّر فكر العاملين في الإذاعة والتلفزيون من أسلوب العمل الحكومي تحت مظلة الوزارة إلى نمط آخر لن يكون فيه مجالاً لبقاء غير المميزين، كذلك ستكون هناك محاسبة دقيقة للعاملين، بحيث يكون البقاء للأفضل والقادر على الإبداع، وسيعطى كل مبدع حقه المادي والمعنوي والأدبي، وهذا كله سيتضح بعد أن يكتمل ميلاد الهيئة. خطوة كبيرة وأكد الأستاذ "علي عبدالخالق العمري" -إعلامي في قناة (سي أن بي سي)- على أن مجرد تحويل الإذاعة والتلفزيون إلى هيئة سيحدث نقلة في أسلوب العمل والفكر الذي يعمل به هذان الجهازان، وسيكون له انعكاس إيجابي على العاملين فيهما ليكون إعلاماً سعودياً منافساً، وقادرا على أن يكون له مكان على خارطة الإعلام العالمي المؤثر. وقال:"غالباً ما كان لتحويل أي جهة إلى هيئة دور في تطوير مستوى العمل والأداء بشكل كبير، وهذا ما نتوقعه كإعلاميين من الإذاعة والتلفزيون السعودي بعد استكمال التشريعات والتنظيمات التي تندرج تحت هذه الهيئة، والتي نتوقع أن تكون في مستوى التطلعات المأمولة منها؛ بشكل يقضي بصورة كاملة على البيروقراطية والمحسوبية التي أدت إلى تراجع مستوى وحضور الإذاعة والتلفزيون في الوقت السابق، من حيث الأداء والمنافسة، مبيناً أن هذا التحويل هو خطوة كبيرة نحو أداء إعلامي قوي وجاذب للمشاهد والمستمع. نقلة نوعية ويرى الأستاذ "عبدالله بخيت" -معد برامج في إذاعة جدة-أن هذا التحول جاء بعد دراسة طويلة منذ عام 1426ه، وهو ما يعطي مساحة أكبر للقائمين على الإذاعة والتلفزيون لكسر الروتين والقدرة على مكافأة المتميزين بالدرجات والحوافز بشكل يساعد في بث روح التنافس بين العاملين وتطبيق قاعدة البقاء للأصلح وسرعة اتخاذ القرار من قبل لرئيس المحطة والإذاعة بما يخدم العمل مالياً وإدارياً، والتحويل إلى هيئة نقلة فيها مساحة أكبر لكسر الروتين والمركزية وتحقيق مبدأ الكيف لا الكم في العمل الإذاعي والتلفزيوني إعداداً وتقديماً واستقطاب الكفاءات الإعلامية القادرة على المنافسة. د.عبدالله مناع د.عبد العزيز بن صقر عبداللطيف العبداللطيف عبدالخالق الزهراني علي العمري عبدالله بخيت