عندما لعب أهلي الرياض أول مرة على بطولة المملكة كان يمتلئ بالنجوم المحليين وبعد أن فقد ذلك التألق جرب اسم «اليمامة» ثم اسم «الرياض» ولكن هذا التغيير المتوالي لم يرجع العصر الذهبي الذي استحق به هذا النادي عن جدارة لقب «مدرسة الوسطى».. عندما كان علي حمزة وعبود الرويجح ومطلق ودحمان السلوم وعبدالرحمن الموزان وزيد بن مطرف وسعود الفصمة يعزفون إيقاعات مثيرة وراقية وبالذات الرباعي علي حمزة ودحمان السلوم ومطلق وعبود الرويجح.. بل أستطيع القول ان جمهور المنطقة كان قد تعوّد على نجومية اللاعب الواحد في الفريق مثلما كان مبارك عبدالكريم أو سلطان بن مناحي في الهلال وكذلك نجومية صالح عدني - رحمه الله - في نادي الشباب، وقد أطلق الأهلاويون دعاية لفريقهم لم تكن إشاعة وإنما هي حقيقة حيث أكدوا عملياً أن فريقهم يلعب بنجوم شابة من المواطنين وقبلها بقليل كان الأخوة السودانيون هم الأقرب إلى الأندية كلاعبين أو مدربين.. لقد استهوتني هذه الدعاية خصوصاً وأنني لم أكن أفقه شيئاً في كرة القدم وإنما كان تداول الحديث عن المباريات آنذاك يعود في سببه الأول إلى خلو الوسط الاجتماعي مما يثير الانتباه فإما الكلام عن صرامة مدير المدرسة أو سخاء المدرس المصري «الحجاج» الذي كان يعطي دروساً خصوصية جماعية في المدرسة عصراً لطلابه دون مقابل، وإما الحديث عن مباريات الأندية الرياضية.. عندما استهوتني دعاية أهلي الرياض وكنت قبل ذلك مبهوراً ببطولة الهلال للمملكة بعد فوزه على الوحدة عندما أصبحت فصول المدرسة تروي الخطة الذكية التي أرجع بها مدرب الهلال مبارك عبدالكريم كأشهر هداف وقدم رجب خميس بين مدافعي الوحدة بحيث سحب مبارك المدافعين وفتح الفرصة أمام رجب لكي يحقق النتيجة.. هذا الكلام وقتها كان سحرياً مبهراً وكأنه بعض من خطط انتصار مونتغمري على رومل في الصحراء الأفريقية.. لاحظ الصديق محمد بن مصيبيح أنني بدأت أتعاطف مع أهلي الرياض لأسباب بيئية.. أي أن معظم لاعبيه من الباطن وأنني أشك ما إذا كان صالح أمان ورجب خميس - رحمهما الله - والكوش والدبلي أفارقة فكان أن عارض ذلك بشدة وأكد لي أن صالح أمان ابن لخوي الشيوخ ورجب خميس ابن لخوي آخر وأن الكوش اسم شهرة لاسم محلي اخترعه وقتها وكذلك الدبلي (مبروك المتعب).. وفاتني أن أسأله من يعني بالشيوخ.. أيهم؟.. حيث بعد أن شاهدت المباريات التالية وجدتني مندفعاً في التشجيع معه دون النظر إلى أي هوية..