سعدت بالمشاركة في منتدى الباحة الاستثماري الذي استضافته مدينة الباحة خلال الفترة من 24 إلى 25-6/1433ه والحقيقة لم تكن هذه الزيارة الأولى لي إلى الباحة أو مدينة "الضباب"، كما يطلق عليها، بل سبقتها زيارات متعددة، غير أني لاحظت في الزيارة الأخيرة أن الباحة تسير بقوة نحو التنمية الشاملة أسوة بما تشهده مناطق المملكة الأخرى من تطور في كافة مناحي الحياة. وما دعم هذه الرؤية لدي، هو الجهد الضخم لسمو أمير منطقة الباحة ومهندس وباني نهضتها، حيث يعمل على ضح النمو الاقتصادي والنهضة المستدامة في شرايين الباحة لتكون من مناطق الجذب الاستثماري على مستوى المملكة، من خلال التواصل مع رجال الأعمال والمستثمرين، وإطلاق العديد من المبادرات لتشجيع وحفز رأس المال الوطني للاستثمار في الباحة وتوظيف الشباب وفتح فرص عمل لهم، كذلك عبر تدشين المنتديات والمؤتمرات الاقتصادية التي يشارك فيها الخبراء والمختصون والمستثمرون للوقوف على سبل وأسباب تنمية الباحة وتطويرها وجعلها منطقة اقتصادية واعدة. وبالعودة إلى المنتدى، فقد كان مثار إعجابي الشديد به مرده سببان مهمان، الأول وهو حسن التنظيم والإدارة بدرجة تفوق الوصف، فقد كان القائمون عليه شعلة من النشاط ولديهم الرغبة القوية في تسهيل وتيسير ما يتعلق بالمنتدى وضيوفه. أما السبب الآخر فهو المشاركون في المنتدى من حيث خبراتهم وقدراتهم ومكانتهم الاقتصادية سواء كأكاديميين أورجال أعمال، حيث قدموا أطروحات وأوراق عمل ومداخلات ترسم الطريق واضحا نحو تنمية قوية متكاملة في منطقة الباحة مستندة في ذلك على مقومات منطقة الباحة وإمكانياتها. وبرأيي أن تنمية منطقة الباحة وتطويرها يعتمد بالأساس على قيام الأجهزة المعنية المختلفة التعريف بالمقومات الطبيعية والبيئية والثقافية والتاريخية التي يمكن الاستثمار فيها، وهنا يبرز دور جامعة الباحة من خلال تقديم دراسات جدوى في هذا الإطار، ووضعها أمام المستثمرين، مع تبني الجامعة لدورات تدريبية مختلفة للشباب تمكنهم من خوض معترك العمل، خصوصا النواحي التقنية الفنية. وإذا كان هذا هو دور الأجهزة المعنية وجامعة الباحة، مع الدعم الكبير الذي تقدمه إمارة الباحة، فإن هناك أدوارا منوطة برجال الأعمال لتوجيه جزء من استثماراتهم إلى منطقة الباحة وغيرها من مناطق المملكة من أجل إحداث المزيد من التنمية والتطوير والنهضة، والإسهام في تدريب وتأهيل الشباب على المهن والوظائف التي يحتاجها سوق العمل والدفع بهم كأيد عاملة مدربة وكوادر مؤهلة لسد العجز في المهن التي تحتاجها المنطقة. أيضا يمكن لرجال الأعمال استغلال الطبيعة المناخية الجغرافية المتميزة للباحة كمنطقة جذب سياحي، خصوصا السياحة الاستشفائية بالنظر إلى اعتدال جوها ومناخها طوال السنة مع وجود التنوع المناخي على مدار العام. وتبقى نقطة مهمة وهي متعلقة بالشباب في الباحة وهي ضرورة العمل واستغلال الفرص المتاحة وتعظيم عوائدها وعدم هجر المنطقة إلى غيرها من مناطق المملكة بحثا عن فرص وظيفية، لأن بالباحة إمكانيات كثيرة وفرصا أوفر يمكن استغلالها على نحو جيد بما يعود بالنفع والخير الوفير على أبنائها وساكنيها. *رئيس لجنة السياحة - الغرفة التجارية بالرياض