أكد عدد من أعضاء الشورى وأساتذة اقتصاد أن منتدى الاستثمار الذي ستشهده منطقة الباحة مؤخرًا هذا الأسبوع سيكون له الأثر الكبير في تعزيز وتطوير المناخ الاستثماري في مجالات حيوية تحتاجها المنطقة تشمل قطاعات السياحة والصناعة والزراعة. وأوضح عضو مجلس الشورى الدكتور زين العابدين بري أن مجلس الشورى اتخذ قرارا يتيح لصندوق التنمية الصناعي إعطاء قروض تبلغ 50% للمناطق الكبرى 75% للمناطق النامية بهدف تحفيز الاستثمار في هذه المناطق مشيرا إلى أن هذه الخطوة تعد احدى الفرص المهمة التي يمكن ان تساعد على جذب الاستثمارات خاصة ان مناطق الأطراف مهمة نظرا لتخصص كل منطقة باقتصاد معين وحركة صناعية معينة لتصبح منطقة جذب سكاني بدلا من الهجرة إلى المدن الكبرى. وأشار بري الى أن تلك الاستثمارات بكل أشكالها تخلق نوعا من الاستقرار والمستوى المعيشي داعيا إلى اكتشاف الحاجات والاستثمارات في هذه المناطق من اجل تنمية المنطقة فمعرفة احتياج المنطقة يساعد على طرح فرص امام المستثمرين والتي يمكن الاستفادة منها مؤكدا أن منتدى الباحة ليس قضية مؤتمر وندوة ولقاء عابرا فقط ولكن لا بد أن يكون هناك جدية في توضيح إمكانيات العديد من فرص العمل والاستثمار وإذا وضحت تلك الفرص فان الحكومة تبدأ تفكر بجدية تجاه تلك الفرص. من جانبه أشار الدكتور سعيد الشيخ إلى أن منتديات الاستثمار في المملكة تركزت فيما مضى على المناطق الرئيسية كالدمام والرياض وجدة وبدأت تتجه في مناطق الأطراف مشيرا إلى وجود توجه في الفترات الأخيرة بما يسمى تنمية المناطق الأخرى بهدف إحداث توازن بين المناطق ومنتدى الاستثمار الذي سيعقد في الباحة وغيره من المنتديات التي عقدت في مناطق أخرى تعتبر مهمة لتحقيق التنمية المتوازنة والتي لم تحظ باستثمار وذلك من اجل خلق فرص عمل لهذه المناطق ولخريجي الجامعات في هذه المناطق وتحقيق تنمية متوازنة. لافتا إلى أن الاستثمار يخفف الضغط من الهجرة الذين يبحثون عن عمل حيث تعاني المدن الرئيسية من ازدحام سكاني مما يصبح العيش في المدن صعبا للغاية كما يخفف الهجرة ويبقي التركيبة الاجتماعية متجانسة في تلك المناطق. من جانبه أوضح الدكتور إبراهيم بن حمد القعيد الرئيس التنفيذي لشركة دار المعرفة للتنمية البشرية انه لا شك ان للمنتديات الاستثمارية والاقتصادية على مستوى المملكة اثرا كبيرا في تعزيز وتطوير المناخات الاستثمارية والاقتصاد الوطني وذلك من اجل التعريف بمناخ الاستثمار في مناطق متعددة من المملكة. واكتشاف الفرص الاستثمارية المتوفرة أمام رجال الأعمال من داخل المنطقة وخارجها. والتعريف بإمكانات المناطق التي تقام فيها هذه المنتديات من حيث البيئة المادية كالمناخ وتوفر البنية التحتية والبشرية لتوفر الأيدي العاملة المدربة. وكذلك التعارف بين رجال الأعمال الذين يأتون لهذه المنتديات من مختلف مناطق المملكة واستكشاف فرص التعاون والاستثمار المشترك وتوضيح بأهم المستجدات والاتجاهات الحديثة في الاستثمار وبناء اقتصاد وطني قوى عن طريق قراءة والإطلاع وسماع المتحدثين الرسميين والخبراء الاقتصاديين. واعتقد جازمًا بان هذا الملتقى الاستثماري الأول الذي يعقد في ربوع الباحة سيكون له اثر كبير في تعزيز الاستثمار في المنطقة وتحقيق الأهداف. اما الدكتور عبدالناصر الزهراني استاذ السياحة بجامعة الملك سعود يقول ان الباحة بما تملك من مقومات سياحية تستحق أن تكون واحدة من المقاصد السياحية الرئيسية على مستوى المملكة، وتتمثل أوجه الاستثمار السياحي في الباحة في حاجتها إلى بناء عدد من الفنادق الراقية كما أنها بحاجة إلى زيادة الوعي بأهمية السياحة لدى أهلها، ولعل أكثر ما يؤدي إلى مزيد من الاستثمار السياحى في الباحة هو التعاون بين إمارة المنطقة والهيئة العامة للسياحة وهو الأمر الذى بدأت خطواته بالفعل بما يبشر بأن تلك البقعة السياحية الرائعة سوف تحتل المكانة التي تليق بها في سوق السياحة السعودية.