قام وفد من خبراء أمنيين ورؤساء ومسؤولي تحرير المجلات الأمنية العربية ، بزيارة إلى "الرياض" مساء امس الأول على هامش مشاركتهم في الملتقى العلمي الأول للإعلام الأمني الذي تنظمه جامعة نايف للعلوم الأمنية بالرياض ، بالتعاون مع جامعة الدول العربية. وكان في استقبالهم نيابة عن الزميل رئيس التحرير الدكتور عبدالمحسن بن سعد الداود نائب رئيس التحرير بحضور الزملاء الأستاذ راشد الراشد مدير تحرير الشؤون الاقتصادية والدكتور أحمد الجميعة مدير قسم التحقيقات والاستاذ جميل البلوي من الشؤون المحلية والأستاذ عبدالعزيز المزيني من الشؤون السياسية، والزملاء الأستاذ خلدون السعيدان والاستاذ مناحي الشيباني. وعقد خلال الزيارة لقاء مفتوح مع الزملاء نوقشت فيه الهموم الإعلامية المشتركة والعلاقة بين الإعلاميين والمسؤولين الأمنيين وغيرها من المواضيع ذات الاهتمام المشترك. واستهل الزميل نائب رئيس التحرير اللقاء باستعراض مسيرة الصحيفة وأنها تتمتع بثقة كبيرة من قبل الجهات الحكومية والقطاع الخاص جعلها تحظى بأكبر نصيب إعلامي في المملكة ، واستعرض بعدها انجازات الصحيفة وحصدها العديد من الجوائز خلال السنوات السابقة . والتقط الدكتور خالد الحرفش مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة بجامعة نايف خيط الحديث مبينا أن هذا الملتقى العلمي يعد الأول للإعلام الأمني الذي خصص لرؤساء ومسؤولي تحرير المجلات الأمنية العربية ، لبحث تعزيز اوجه التعاون بين هذه المجلات. بعدها فتح باب الحديث للوفد الزائر والذي بدأه اللواء محمد الرقاد نائب مدير الأمن العام بالمملكة الأردنية الهاشمية الذي شكر "الرياض" على الحفاوة وحسن الاستقبال مبديا سعادته ان يكون الوفد في ضيافة الصحيفة "الرياض" والعاصمة "الرياض" وقال ان هذه المطبوعة الشهيرة ساهمت في الدور الإعلامي بالمملكة بشكل عام وفي المواضيع الأمنية في الدول العربية ، وتساءل : هل فقدت الصحافة الورقية شهرتها أمام تغوّل الصحافة الإلكترونية ، ليجيب عن هذه التساؤلات الأستاذ راشد الراشد مدير تحرير القسم الاقتصادي قائلا :إننا أمام مسؤوليات كبيرة ونحن كمن يمشي على حد السيف تماما في هذا الطوفان الذي لا نعرف ماذا تكون آخرته وما مدى تداعياته على أجيالنا وعلى التنمية في الوطن العربي وعلى كل نسيجنا الاجتماعي.واضاف: انتم الأمنيون الذين ترصدون الواقع بشكل اكثر منا كصحفيين. مشيرا الراشد إلى أن المطلوب من الأجهزة الأمنية الآن ان تكون واضحة وصريحة مع المواطن العربي والتعامل معه بدون إخفاء الحقائق ولبس أو ضبابية في الأمور والتعامل مع الأحداث بنوع من العقل والممارسة الحقيقية وان نكون مساهمين في استقرار نفسية الإنسان العربي في كل قطر ومساعدته بإعطائه جرعات امل وهدوء. ويرى الراشد ان أسوأ أمر ان يكون الإعلام مضلِّلا في أي قضية من القضايا حيث يقود الشارع العربي الى مخاطر صعبة وطالب الإعلاميين بتحمل مسؤولياتهم في المكاشفة والمصارحة وفهم الأشياء على حقيقتها. بعدها تحدث اللواء السر احمد عمر الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة السودانية الذي ابدى سعادته بوجوده في صحيفة " الرياض" مشيدا بمهنيتها وموضوعيتها ودلل على تلك المصداقية بتجربة شخصية معها حين ورده اتصال على هاتفه الجوال بشكل سريع ومستغرب لأخذ رأيه في حدث داخل بلاده والتزمت الصحيفة بما صدر على لسان المتحدث الرسمي في الشرطة السودانية. وطرح اللواء السر سؤالاً مفاده ان المملكة بما تملكه من قبول على المستوى العربي وثقل على المستوى الدولي ومصداقية فهل صحيفة "الرياض" والصحف السعودية تتعامل بما يتوازى مع هذه الأهمية ولماذا لا يكون ل"الرياض" وجود اكثر في السودان سيما وأننا نثق بها كثيرًا فعلّق نائب رئيس التحرير الداود قائلاً: ان الإعلام السعودي بشكل عام والسياسة الإعلامية السعودية تميّزت بالتوازن مع الجميع في عرض القضايا العربية الشائكة ولذلك تتعامل الصحافة السعودية بناء على السياسة السعودية القائمة التي انتهجتها المملكة في هذا المجال وهي التوازن وعدم الإساءة الي الأشقاء وعدم التدخل في الشؤون الداخلية . واستدرك الدكتور الدواد قائلا: يبقى العمل الصحفي الداخلي بشكل كبير جدا وهو موجود في العالم العربي مبينا ان "الرياض" كان لها تجارب في الانتقال والطباعة خارج نطاق المملكة إلا أنها تجارب لم تكن ناجحة لوجود مشكلة تتعلق بالتوزيع والطباعة والعائد المادي على اعتبار ان "الرياض" مؤسسة خاصة وربحية يطالب ملاّكها في نهاية العام بأرباحهم رغم تقديرنا وقناعتنا ان الصحافة لها مسؤولية وطنية وملتزمة بالسياسة الوطنية ، وأضاف الدكتور الداود:ونحن من أوائل الصحف التي تواجدت بالسودان من خلال مكتب للصحيفة وكان لنا تعاون وما زال مع إخوة صحفيين من هناك نفخر ونعتز بهم . وحول (المتحدث الأمني) وغياب الفكر المهني والرؤية الواضحة له أشار إليه الزميل الدكتورالجميعة بالقول: العلاقة بين المؤسسة الأمنية ووسائل الإعلام لم تصل إلى "اتفاق"، ولن تصل إليه؛ رغم التراكم العلمي وأدبيات الممارسة للإعلام الأمني، حيث لا يزال هناك وجهات نظر متباينة، وربما متناقضة بين الجانبين؛ فالمؤسسة الأمنية لديها مطالب، وتعليمات، وحدود، ومحددات، لا تسمح بتجاوزها حفاظاً على سرية المعلومات، وعدم استغلالها، ووسائل الإعلام لديها مبررات المهنة القائمة على أساس المنافسة، والسبق الصحفي، والزمن، والجمهور النشط، مطالباً ببديل آخر للنقاش وهو "التوافق" بين الطرفين على أساس تقدير المصلحة العليا للوطن، والحفاظ على أمنه. بعدها أبدى الضيوف اختلافهم مع الطرح حول المتحدث الأمني، حيث يرى اللواء الدقاق ان مبعث هذا الإتهام للمتحدثين الأمنيين هو لأننا في عمق الإعلام وليدنا مصداقية في نقل الخبر كما هو إلا انه حذّر من بعض ممارسات الصحفيين وتعمّدهم الإثارة التي تفسد مهام رجال الأمن ولا يخدم تصرّفهم الإعلام الأمني بأي شكل من الأشكال. من جانبه يرى الدكتور عبدالحفيظ المالكي رئيس تحرير مجلة البحوث الأمنية وعضو هيئة التدريس بكلية الملك فهد الأمنية وجود إشكالية بين الصحافة والأمن فالإثنان - كما يعتقد- أمران مهمان وكل منهما يحتاج للآخر إلا ان هناك إشكالية تتمثل في كون الطرفين ويشير الى ان هناك قاعدة مفادها ان كل قيد امني يقابله فقدان في الحرية ولفت الدكتور المالكي الى ان هناك إشكالية أيضا في مفهوم الإعلام الأمني ومن يجب ان يمارسه وتطرق المالكي الى ضرورة تأهيل الصحفي مشيراً الى غياب المحرر المتخصص في جميع الصحف السعودية. من جهته شدد اللواء السر الى أهمية المعلومة مبيناً أنها تأتي بعد الفكر منوهاً بأهمية الخبر وقدسيّته مؤكداً أن رجل الإعلام الأمني لم يعد تقليدياً ونمطياً وانه بات يتعامل مع قضايا أمنية اكثر تعقيداً وصعوبة. أما المستشار احمد ابراهيم احمد فيرى ان احد إشكاليات المتحدث الأمني تتمثل في ان اغلب الوزارات لديها مسؤولين متخصصين في مجالاتهم وليس في الإعلام الأمني مما يجعل قضية المتحدث الأمني تقنية،أما راشد الراشد فيرى ان الإعلام الأمني مسؤولية مشتركة لدى الطرفين وهي مسؤولية امن المجتمع والوطن وهو ما يتفق معه فيه الزميل خلدون السعيدان الذي شدّد على ان الأمن الوطني خط احمر بعيداً عن أي اعتبارات أخرى.