خلال عمر الارض الطويل (الذي يقدر ب 4,5 بلايين عام) حدثت مواسم فناء كثيرة كادت تنتهي خلالها الحياة تماما.. وكانت تأتي بشكل دوري ومتكرر تزدهر بعدها الحياة بشكل مختلف ومخلوقات جديدة.. وهناك على الأقل خمس فترات انقراض رئيسية قضت بنسبة 90% على مخلوقات لا نعرف شيئا عن معظمها.. ويفترض علماء الجيولوجيا أننا نعيش حاليا ضمن حلقة الانقراض السادسة كون نشاطاتنا الحضرية تتسبب بتدمير الانظمة البيئية والقضاء على مخلوقات الأرض. وحين يتحدث الجيولوجيون عن (فترة انقراض ما) فهم يتحدثون عن فترة لا تقل عن 10000 عام تختفي خلالها الكائنات بالتدريج، ومع هذا تعد "طرفة عين" مقارنة بعمر الارض السحيق. وبما أن عمر الانسان يعد قصيرا جدا - مقارنة بعمر الأرض - فإنه لم يعاصر حدثا كهذا ولم يتعرض لموجة فناء حقيقية!! .. وتتضاعف المشكلة إذا علمنا أن تقدمنا المادي السريع لا يدمر فقط مظاهر الحياة على وجه الأرض بل ويدمر أيضا البقايا القديمة والأحافير التي تستقر على بعد أمتار قليلة في أعماق التربة وقيعان البحار. وإذا أضفنا لهذا تفرق الجهود وعدم وجود مركز معلومات واحد للأحافير المكتشفة ندرك صعوبة إدراك طبيعة الحياة في السابق والأنواع التي ظهرت في الماضي. لهذا السبب ظهرت فكرة بنك الأحافير أو ما يسمى رسميا «قاعدة بيانات علم الاحياء الاحاثي» الذي يخزن جمع بيانات كل مستحاثة جرى اكتشافها واستخراجها. وهو مشروع يضم قاعدة بيانات تنقسم لأربع مجموعات تشمل باحثين من مختلف انحاء العالم. ويتولى هالي سيمز من معهد «سيثمونيان» في واشنطن رئاسة مجموعة علم النبات الاحاثي. في حين تدرس مجموعة «علم تكون الاحافير» كيف تتحول الاشياء الميتة الى مستحاثات ومجموعة الكائنات البحرية ورابعة للمخلوقات الفقارية!! وبفضل هذا المشروع يقدر أنه في كل يوم يقوم ما بين 10 الى 15 عالماً من انحاء العالم بإضافة معلومات جديدة حول أحافير مستقلة ومكتشفة حديثا. ومنذ ان بدأ العمل بالمشروع (في عام 1998) قام العلماء بإدخال حوالي 400 ألف مستحاثة مهمة لنباتات وحيتان وحشرات وديناصورات وغيرها.. ويقول جون آلروي (أحد العلماء المؤسسين من جامعة سانتا باربرا): «تثبت قاعدة البيانات ان تنوع المخلوقات يكتمل ويستقر قبل كل انقراض جديد. وهذا يعني ان عدداً معيناً فقط من الاجناس يمكن ان يعيش على الارض في وقت واحد ولا يمكن لاجناس اضافية ان تعيش عليها الا بعد ان تؤدي عمليات الانقراض الى إفساح المجال لها!! .. وبيني وبينكم كان يفترض بنا استباق الجميع لهذا المشروع العظيم كونه يندرج تحت قوله تعالى (قلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ).. .. والعجيب أنه مقابل هذه الآية - والدعوة المفتوحة - مايزال اليهود المتشددون ينكرون وجود الديناصورات (وأي مخلوقات منقرضة أخرى) بحجة قصر عمر الأرض وعدم وجود نص يؤيدها في التوراة. في حين يعتقد بعض الكاثوليك أن عمر الأرض لا يتجاوز 6000 عام بناء على ادعاء الفاتيكان بخلق الأرض قبل ميلاد المسيح ب 4000 عام فقط!!