قال مسؤولون أميركيون وباكستانيون إن الصواريخ الأميركية التي قتلت أكثر من 12 شخصاً في شمال غرب باكستان الاثنين، بهجوم نفذته طائرات استطلاع أميركية، قد تكون استهدفت الرجل الثاني في تنظيم القاعدة المعروف بأبو يحيى الليبي. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن مصير الليبي "بقي إلى وقت متأخر من يوم أمس (الاثنين) غير واضح في ظل انتشار الإشاعات داخل باكستان بأن نائب (زعيم تنظيم القاعدة الراحل) أسامة بن لادن لفترة طويلة قد أصيب بجروح بالغة.. وربما قتل في الهجوم". وأشارت إلى أن مقتل الليبي في حال تأكده، سيمثّل أحد أكبر النجاحات ضد القاعدة منذ قتل بن لادن من قبل القوات الأميركية قبل 13 شهراً في باكستان. ونقلت عن مسؤول أميركي كبير مطّلع على تقارير سريّة من باكستان، حيث يعمل مسؤولون من البلدين على التأكد من مصير الليبي، قوله إن "هذا سيشكّل ضربة كبيرة في صميم القاعدة، بالتخلّص من الرجل الثاني بالتنظيم" في ثاني استهداف لرؤوس قيادية "بأقل من سنة". وأضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن هويّته بسبب سريّة مناقشة عمليات مكافحة الإرهاب الأميركية، أن الليبي كان يعمل ك "مدير عام" لجناح القاعدة الرئيسي، مشرفاً على عملياته يوماً بيوم في باكستان وروابطه مع المجموعات التابعة له حول العالم. وقالت الصحيفة إن المسؤولين الأميركيين والباكستانيين أكدوا أن الصواريخ الأميركية استهدفت فجر أمس منزلاً في منطقة شمال وزيرستان القبليّة الباكستانية على الحدود مع أفغانستان، وسجّل عدد من القتلى. وقال مسؤول أمني في المنطقة بمقابلة عبر الهاتف أجرتها معه الصحيفة، إنه قيل أن عدداً من "الأجانب" بين الضحايا، وذكرت أن كلمة "أجانب" تستخدم عادة من قبل السكان المحليين في باكستان لمقاتلي القاعدة. وأضاف المسؤول "من غير الواضح إن كان الليبي أو أية أهداف أخرى عالية المستوى كانت بين القتلى"، لافتاً إلى وجود "عدد كبير" من الضحايا بينهم رجال يُعتقد بأنهم من العرب أو من آسيا الوسطى. والغارة الأميركية التي شنت الاثنين، كانت الثالثة منذ السبت في جنوب وشمال وزيرستان. من ناحية اخرى لقي ما لا يقل عن 20 مسلحاً من عناصر حركة طالبان الباكستانية مصرعهم في اشتباكات مع الجيش الباكستاني في منطقة القبائل الباكستانية. وأفادت الأنباء الواردة من المنطقة بأن عناصر مسلحة من حركة طالبان الباكستانية شنت هجوماً مسلحاً على المعسكر التابع للقوات المسلحة الباكستانية والذي يضم نقطة "سلالة العسكرية" في منتصف الليل. مما أدى إلى تبادل إطلاق النيران بين الطرفين نتج عنه مصرع 20 مسلحاً من عناصر طالبان، وإصابة نحو 4 أفراد من الجيش الباكستاني بجروح فارق أحدهم الحياة بسبب إصابته بطلقة نارية. هذا وتقع نقطة "سلالة" العسكرية الباكستانية في مقاطعة "خيبر" القبلية الباكستانية الواقعة على الشريط الحدودي الفاصل بين باكستانوأفغانستان. وهي نفس النقطة التي تعرضت العام الماضي للغارة الأطلسية التي تسببت في توتر العلاقات بين باكستان والولايات المتحدةالأمريكية.