أسلوب الحوار يلعب دورا مهما في مشكلاتنا اليومية فإن كان الحوار مثاليا تراعى فيه أدبيات الحوار البناء كان حل المشكلة هو الأقرب وإن كان الحوار سلبيا وعشوائيا كان تفاقم المشكلة وتعقدها هو الأقرب. هناك حوارات تحدث في حياتنا اليومية في المنزل وفي العمل وفي الشارع الجميع نجد أنهم يتحاورون ويتناقشون ولكن وللأسف أن غالبية الأساليب المتبعة في الحوار تقوم على رفع الصوت وسعي كل طرف لإسكات الطرف الآخر ومحاولة إظهار الخطأ أكثر من السعي نحو إظهار الحقيقة.. ولو نظرنا إلى أسلوب غالبية الآباء والأمهات في تعاملهم مع أبنائهم سنجد أنه أسلوبهم يقوم على تهميش رأي الابن وعدم النزول إلى مستوى حوار يتناسب مع عقليته ورغباته فالأطفال لدينا لا يجدون من يسمعهم أو يهتم لملاحظاتهم أو يسعى نحو تعزيز ثقتهم بأنفسهم حيث نجد أسلوب الوصاية المطلقة والرغبة في التوجيه الدائم للأطفال والتحكم في رغباتهم هو الأسلوب الذي يتبعه الكثير من الآباء والأمهات وهذا بطبيعة الحال ينعكس على شخصياتهم . الحوار الذي نريد يأتي من خلال احترام الآخرين واحترام آرائهم فمتى ما أحسن المتحاورون فن الاستماع واختيار المفردات المثالية بلا تجريح وسعى كل طرف نحو الوصول للحقيقة دون الانتقاص من الطرف الآخر كان الحوار بناء ومثمرا.. فالحوار المثالي هو ذلك الحوار الذي ينتهي بلا خسائر " جسدية أو نفسية" وتكون نتيجته التكامل بين المتحاورين.