في البداية اشكر الأخ سليمان بن سعد بن سريع على تزويد الصفحة والقراء بقصيدة والده بحسب الرواية التي وثقها بنفسه من والده، وهذا مصدر بلا شك يقطع الشك باليقين ما دام التدوين قد حصل في حينه، خاصة وأن القصائد والمعلومات تتغير بكثرة من ينقلها وقد يزيد فيها وينقص. اما القصة المصاحبة للقصيدة التي اثارت الشاعر رحمه الله وجعلت احاسيسه تطفح فوق السطح وتفيض بالمعاني وتمتلئ بالصور الصادقة من المعاناة الدفينة فلا شك انها حدثت كفاصل بين طريقة معتادة وصبر متواصل حتى حصل ما ألقى حجر المعاناة في الماء الراكد وحركة بشدة وعنف مما سبب الألم والبوح المفاجئ بالقصيدة التي من المؤكد بحسب ما فاضت به انها لم ينظمها على راحته بل جاءت القصيدة متكاملة وبرزت للقمة من قاع ضاق بالحرارة مثل بركان لم يسبقه مقدمات. ومن يقرأ القصيدة يدرك حجم البركان المنفجر في لحظة حتى غرقت منه اودية الأحاسيس وضاقت مجاريها به، وميدانها صدر الشاعر. ولقد صور الوضع العام والخاص في اجمل صورة وأكملها بعيداً عن الإطالة المملة والاسترسال المرفوض، وهذا الاختصار والمزج بين الصور المؤلمة التي حصلت له منها مرارة شديدة والتي في محيطه المحلي والخارجي ايضا وحتى منزله وأولاده لا يقولها شاعر جلس على اريكة يتناول القهوة وينظم قصيدة وهو في جو من الصفاء والراحة، بل قالها صاحب معاناة القيت عليه صخرة الهم والمعاناة فجأة ودون سابق انذار او مقدمات تهونها وعصفت بكل ساكن في احاسيسه وجعلت من قصيدته ابداعاً منقطع النظير من حيث المعاني المتراصة المتجاورة والمتتابعة والصور الحية الناطقة. اما قصة الضيف واسمه ومناسبة القصيدة فقد ذكرها احد الرواة الثقاة الذين لهم باعهم في الشعر الشعبي وهو (محمد بن احمد الثميري الزعبي) من اهالي المجمعة من اقليم سدير وهو معروف للجميع على مستوى الميدان الثقافي الشعبي كله. رحم الله الجميع ورحم الله آباءنا وأجدادنا وأثابهم الله على معاناتهم التي تحملوها، اولئك الأجداد الذين عبروا مع طريق وعر فارتفعوا بهممهم وصبروا على ضيق العيش وشرفوا من بعدهم والسلام.